"تماثيل كريستالية" للإعلامية سلامة
تتناول الكاتبة رشا عبدالله سلامة في روايتها المعنونة بـ (تماثيل كريستالية) الصادرة حديثا عن دار أزمنة للنشر والتوزيع في عمان نماذج متنوعة لشخصيات وأمكنة تخوض لجة من الأحداث والتحولات السياسية والاجتماعية.
تقبض الكاتبة على شخصياتها بإحكام وتتبع محاولات شخوص روايتها في الإنعتاق من قيود البيئة والمكان بقدر المتاح من قدرات وإمكانيات وعلاقات إنسانية تتجاذبها تأثيرات مليئة بلحظات الإنكسار والحزن والفقد لكنها قطعا لا تتخلى عن طموحاتها المشروعة بآمال تعيش في وعي ذاكرتها ووجدانها.
اشتغلت الكاتبة على توزيع سرديتها الروائية على ستة فصول في 85 صفحة من القطع المتوسط ، وفي جميعها تبدو براعة الاعتناء باللغة والوصف الدقيق لحيوات متباينة عبر لغة سهلة ثرية بالمعاني تنهل من مفردات وعناصر الواقع التي تتأسس على مخيلة رحبة مدعمة بألوان من الاستذكار الفطن للتفاصيل البسيطة والأحداث الجسام التي مرت بها القضية الفلسطينية ضمن محطات الصراع العربي الإسرائيلي.
رغم تعدد ووفرة الأمكنة والشخصيات في ترحالها الطويل وتوق العودة إلا أنها حرصت في أكثر من فصل بالرواية على التكثيف والإيجاز من خلال اجتزاء حوارات بدت قليلة جاءت على ألسنة الشخصيات مقارنة مع سعة فضاءات الشرح والسرد.
يرى الروائي إبراهيم نصر الله في كلمته المثبتة على الغلاف الأخير "إنها رواية عن ضياع الطريق واختلاط النور بالظلمة وانقلاب الروح على ذاتها رغم تلك النهاية المفتوحة الأشبه بنافذة ضيقة".
يشار إلى أن الكاتبة سلامة تعمل في الحقل الصحفي منذ العام 2005 وهي تحمل شهادة الماجستير من الجامعة الأردنية.