العلمي يكتب سيرة جده
وقع الكاتب د.مهدي العلمي كتابه "بدوي العلمي: الآثار الكاملة 1901- 1958"، في المكتبة الوطنية تحت رعاية العين محمد ذويب، وهو الكتاب الذي قام العلمي بإعداده وتحريره وتوثيقه وتجميعه، ويتناول سيرة حياة جده بدوي العلمي الأدبية والفكرية.
واستعرض العلمي، في الحفل الذي أداره محمد العلمي، تجربة جده الذي تنقل في حياته ما بين اللد والقدس وعدد من قرى ومدن فلسطين، ثم غزة حيث مدرسة الإمام الشافعي، ثم مدرسة سعيد بن العاص في جبل اللويبدة، ومنها عاد إلى القدس.
وأشار إلى أن رحلة جده الشعرية كانت رحلة منتجة وجريئة صريحة، حيث "استطاع أن يقول فيها كل ما كان يريد أن يقوله، ولم تأخذه في الحق لومة لائم".
وقال العلمي "لقد كان بدوي مبدعا سابقا لزمانه ومكانه، حيث حلق في أجواء الأدب الصافي، وجعل الأدب والأديب في خدمة المجتمع، ولم يجعل المجتمع في خدمة الأدب والأديب".
وأضاف العلمي أنه عندما توفي جده "بدوي" كان يبلغ التاسعة من عمره، ولم يكن يعلم بأن بدوي العلمي هو شاعر من شعراء فلسطين والأردن، أو إنه كان كاتبا متميزا وصحافيا لامعا.
وبين العلمي أنه قرر جمع وتحرير وتحقيق كل آثار الجد من الشعر والنثر، مؤكدا أن المرحلة التي عاشها بدوي فرضت عليه أن يكتب شعرا أو نثرا في مناسبات معينة، ولكن هذا الشعر والنثر لا يمثل روح فلسفته، لأن روح هذه الفلسفة هي أعمق بكثير من مناسبة يتحدث فيها عن هذا الحدث أو ذاك.
وبين أن الأغراض الشعرية والنثرية التي كتب فيها بدوي عديدة، فقد كتب في الوطنيات والغزليات، ومدح الرسول والنكبة الفلسطينية والدعوة إلى العودة إلى الدين والاجتماعيات، ووصف الطبيعة والرثاء والمعاناة الشخصية من تباريح الأمراض والعلل، ومدح المدن والقرى والمنالوجات والمواويل والمسرحيات الشعرية، وصولا إلى قضية المرأة.
من جانبه رأى راعي الحفل محمد الذويب أن بدوي العلمي ترك أرثا جديرا بأن تزدان به فضاءات المكتبة العربية، مشيرا إلى أن العلمي غاص في أعماق هذا الإرث بعبقرية المؤلف ووجدان الإنسان من خلال هذا الكتاب.
وأكد الذويب أن محقق الكتاب هو صاحب سيرة ثرية في الفكر والعمل والإنجاز، ورجل اقتصاد مسكون بعفة النص أدبا ومسيرة ورفعة في الأداء، جسد بكفاية واقتدار منهجية المؤلف الفذ الذي أعطى لصاحب الأثر والآثار حقه في دائرة الضوء.
وبين أن د.مهدي جمع المجد من أطرافه وبجدارة، فهو مجد تجلى فكرا ومهارة في هذا الكتاب الذي يحكي وبوضوح شيق وأسلوب متطور ونباهة جليلة، قصة الشعر والنثر في مسيرة صاحب الأثر الراحل بدوي العلمي.
وقال الذويب إن بدوي هو الأديب الشاهد على جمال فلسطين وعظمتها، على مدى سبعة وخمسين عاما هي أعوام عمره، وقد بدأت في اللد حيث مسقط الرأس في العام 1901، وانتهت في القدس حيث وروي جثمانه في العام 1958 بعد رحلة يشار إليها بالبنان.
وأشار إلى أن المؤلف وهو حفيد بار للراحل بدوي، حيث أجاد الحفيد وتميز حقا في جمع وتحرير وتوثيق آثار جده في هذا المؤلف الجدير بأن يقرأ.
ويذكر أن بدوي العلمي هو مفكر وأديب فلسطيني أردني عربي قومي وشاعر من شعراء الأمة العربية، ويعتبر صحافيا، حيث حصل على دبلوم الصحافة من مصر، ومارس العمل الصحافي في جريدة الرقيب الغزية التي كان يرأس تحريرها الشيخ عبدالله العلمي شقيقه.
أما مؤلف الكتاب فهو د.مهدي فكري العلمي حيث قام بجمع وتحقيق وتحرير وتوثيق كل الآثار التي تركها بدوي العلمي واستطاع ان يجمعها في كتاب واحد يتضمن أربعة أجزاء