الحسن بن طلال: "على العرب مغادرة صوامع سيادتهم الوطنية"

الحسن بن طلال: "على العرب مغادرة صوامع سيادتهم الوطنية"
الرابط المختصر

نشرت صحيفة "لوتون" السويسرية تقريرا عرضت فيه موقف الأمير الحسن بن طلال، ولي عهد الأردن حتى تاريخ عزله سنة 1999، من الطريقة التي تدير بها إدارة دونالد ترامب عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 

ويعتقد الأمير، المشهور بإسهاماته الفكرية، أن الثقافة الإسلامية يجب أن تعرف من خلال مؤسساتها وليس من خلال متطرفيها.

وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن شقيق العاهل الأردني الراحل حسين، وعم العاهل الأردني الحالي عبد الله الثاني، كان في جنيف في أواخر شهر حزيران/ يونيو لحضور "المؤتمر العالمي للأديان والمعتقدات ونظم القيم"، الذي نظم في قصر الأمم.

وقد أجرت الصحيفة حوارا مع الأمير الحسن بن طلال تطرقت فيه إلى العديد من النقاط، من بينها دور الأديان في الانقسامات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، والصراع السني الشيعي بقيادة المملكة العربية السعودية وإيران، والنهضة العربية.

وفي هذا الحوار، قال الأمير الحسن بن طلال إنه منذ بداية القرن العشرين، بدا واضحا أن معادلة القوة تعتمد على عامل النفط. وإذا استمرت الولايات المتحدة في التأكيد على مكانها كواحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، فمن البديهي أن يتسبب ذلك في اندلاع أزمات في دول الشرق الأوسط المنتجة للنفط، على غرار العراق.

 

وأكدت الصحيفة أن هذا ما يحصل الآن فعلا، حيث تسيطر المليشيات والجماعات المتطرفة على الثروة النفطية في سوريا وليبيا ومن الصعب تحقيق الاستقرار في المشرق بينما تعيش أنظمته حالة انهيار.

 

ويعتقد الأمير أنه قد حان الوقت لترك الانشغال بالمسائل الثنائية، مثل جدلية الشيعة والسنة والإسرائيليين والفلسطينيين، وتوسيع النقاش حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط.

أما فيما يتعلق بالصراع السني الشيعي بقيادة القطبين المملكة العربية السعودية وإيران، الذي يمثل خط الانقسام الأول في الشرق الأوسط، أوضح الأمير الحسن بن طلال أن الانشقاق بين هاتين الدولتين على المستوى الثقافي والعرقي ظهر منذ بداية الإسلام، مضيفا أن هذا النوع من الانشقاقات موجود في مناطق أخرى من العالم، كما هو الحال بين الأيرلنديين والإنجليز، والكاثوليك والبروتستانت؛ لذلك من الضروري وضع هذه التناقضات في سياقها.

وفي سؤال الصحيفة عن الحل المناسب لتجاوز التوترات بين الغرب والإسلام، التي تفاقمت بعد العمليات التي شُنت باسم تنظيم الدولة في أوروبا، أجاب الأمير بن طلال أن هذه التوترات ناتجة عن النزعة العدمية التي تنتهجها الأحزاب اليمينية المتطرفة والقومية الصاعدة داخل الدول الغربية. ويبدو ذلك جليا من خلال الرأي العام واتخاذ مواقف مناهضة للمهاجرين.

 

وأكد الأمير أن التطرف موجود في كل مكان، بين اليهود والمسيحيين والمسلمين. ولمحاربة هذا الخوف من المهاجرين والهوس بإبقائهم بعيدين قدر المستطاع باعتبارهم أعداء محتملين، سيكون من الأنسب اعتبارهم فرصة فريدة من حيث إثراء الموارد البشرية. وفي هذا السياق، أشاد الأمير بالخيار الذي اتخذته ألمانيا، التي أدركت أنه بإمكانها سد فجوة القوى العاملة بقبولها مليون مهاجر، بينما تنفق دول أخرى الأموال على بناء الجدران والاستثمار في الأمن الداخلي.

وفيما يتعلق بالنهضة العربية، نقلت الصحيفة عن الأمير قوله إنه قد حان الوقت لمزيد التفكير في تكريس فضاء إقليمي للمشرق، حيث يتم تقاسم كل المعارف البشرية المادية منها والاقتصادية. كما شدد الأمير الحسن بن طلال على ضرورة الاعتراف بالثقافة الإسلامية من خلال مؤسساتها وليس من خلال متطرفيها.

 

وقد تحدث الأمير حسن بن طلال عن مشاركته في المطابخ الشعبية، حيث مكنته هذه التجربة من إدراك مدى تشابه الأمهات السوريات والأردنيات والفلسطينيات والعراقيات. ومن هذا المنطلق، قال الأمير إن الوقت قد حان للخروج من صوامع السيادة الوطنية، التي ما فتأت تبث الفرقة بين الشعوب.

أضف تعليقك