الثلاثي جبران..ليلة من الإبداع

الثلاثي جبران..ليلة من الإبداع
الرابط المختصر

كان العام 1997، وكان افتتاح المسرح الشمالي" مسرح الشعر والموسيقى" بعد قرون من السبات، وكان صوت محمود درويش هو من ايقظ المسرح العتيق، وكان يرافقة على الة العود ، موهبة كانت تتلمس طريق نجوميتها، كان ذلك الشاب النحيل هو سمير جبران، احد ابناء الجيل الرابع من عائلة جبران التي اتخذت من صناعة الة العود مهنة لها، ومن العزف ابداعا وشغفا، لتتكامل اضلاع الموهبة، ويلتحق كل من وسام وعدنان، ويكونوا الثلاثي جبران،

لتبدأ حكاية متوالية من الابداع، في حواريات مابين عازفي العود الاخوة، بعضها بمرافقة صوت درويش،وفي حالة نادرة ان يكون الحوار بين ثلاث الات، ويرافقه مبدع رابع هو يوسف حبيش على الايقاع، الذي يضفي مزيدا من الجمال والتاثير على الجمهور، ويستكمل جماليات اللوحة المبهرة.

ومن المرات القليلة التي يمتليء بها المسرح الشمالي، حتى الطابق العلوي منه كان يمتليء بالجمهور، وهذه ظاهرة لها علاقة بنجومية الفرقة، وحضورها في وجدان الناس، ومؤشر على ذائقة الجمهور الذي حضر خصيصا من اجل سماع الاخوة جبران، حيث ان هذه هي المرة الثالثة التي تشارك فيها الفرقة مكتملة في فعاليات المهرجان.

سمير جبران، الاخ الاكبر قال نحن شركاء بهذا المهرجان، ولنا حصة به، فهو من المهرجانات التي لها اسمها وسمعتها، ومهرجان يختار فنانين وفرق لها قيمتها الفنية العالية، لكنه تمنى على ادارة المهرجان ان تهتم اكثر بالترويج لفعاليات المسرح الشمالي.

البداية كانت مع مقطوعة" هوس" من اسطوانة" رندنة"، ومنذ البداية يضعون الجمهور في اجواء الامسية، سواء بالحوارات الموسيقية المبدعة، واستنباط امكانيات غير عادية للعزد، او بتلك الايماءات، وحركة الجسد، وتعبيرات الوجه والعيون، التي تعتبر جزءا من المشهد الموسيقي، حيثكل عازف يلتقط من الاخر تلك اللحظة العالية التي وصل اليها، ليتركه، ويشارك العازف الثاني بحوارية ثنائية، ثم يعود الحوار ثلاثيا، في عزف فيه المتعة والدهشة والابهار، وهذا الاحساس الذي يخرج بشكل موسيقى تذهب بسامعها بعيدا، وتبقى راسخة في وجدانه، ثتير العقل، وتفتح على مساحات من الجمال في النفس.

بعدها مقطوعة مسانا، من اسطوانة سفر،ومن نفس الاسطوانة ايضا مقطوعة زواج اليمام.

تتصاعد الامسية، والجمهور في حالى استسلام لما يسمعه من ابداعات، يتفاعل اكثر واكثر، فيما الثلاثي يحلقون، ويرتجلون بعيدا في فضاءات لامتناهية من الابداع، يرافقهم احيانا صوت درويش، والصمت ايضا حاضرا، بتوظيف مدهش، حيث ان هذا الصمت يقول الكثير الكثير، فهو صمت بليغ، وليس صمتا ميتا او مجانيا.وكما يقول سمير جبران، اذا كان الاحتلال والهوية هما اكثر مايظغط على الثقافة، فاننا رغم ذلك سنبقى احرارا، كما هي جرش والاردن، فهو هنا يرد بابداع له علاقة بالانسان والشغف بالحياة والتوق الى ماهو افضل، ووالى تغيير هذا الواقع، فالفنان صاحب رسالة في بناء الشخصية، وتعزيز الهوية، والبناء على النواة الصلبة في داخل الانسان لمواجهة الاحتلال والظلم والقهر.

ويعود الثلاثي الى اسطوانة مجاز، ويقدمون " شجن، و ربما، و مسار" ثم عودة اسطوانة سفر بمقطوعة سما قرطبة، ثم سما سنونو، وختموا بمقطوعة اسفار التي هي طويلة نسبيا، والتي يتخللها صمت مدروس بعناية، حيث ان تأثيره بقوة العزف،وبعد ان قدموا التحية لجمهورهم الكبير، عادوا وقدموا مقطوعة خاصة بالمهرجان، كتحية لجرش، حيث الثلاثة يعزفون على الة عود واحدة، في تناغم هارموني ادهش الجمهور.

وقام وزير الطاقة د.ابراهيم سيف بتقديم درع المهرجان تقديرا لمشاركتهم في المهرجان.

أضف تعليقك