3 صفات يتميز بها الاردن

3 صفات يتميز بها الاردن
الرابط المختصر

نشأ الاردن كدولة قُطْرية, في الفترة نفسها التي ولدت فيها الدول القُطْرية الاخرى, من جنوب تركيا الى بحر العرب, ومن حدود سيناء الى شط العرب. غير انه في السياق التاريخي وعوامل تكوين المجتمع تجاوز الاردن, جميع الدول القُطْرية في الهلال الخصيب بثلاث صفات هي (1) الاستمرارية التاريخية لنظام الحكم الذي ارسى وعمّق دور المؤسسات في حياة الاردنيين ابتداء من الجيش وحتى الجامعات والجمعيات والهيئات ذات الصبغة المدنية.

(2) ظل (النظام الاميري) قبل الاستقلال و(النظام الملكي) بعده, دستور الدولة وقانونها وهو ما وفر مساحة واسعة لأنشطة المجتمع السياسية والاقتصادية والفكرية. والاردنيون لم يخضعوا في تاريخهم الحديث لتجارب حكم استعماري مستبد, ولا تعرضوا لحكم دكتاتوري قائم على البطش. وهذه الحالة, قد تفسر بعض جوانب النزعة الفردية عند الاردني, وتمسكه بحريته الشخصية في مواجهة اي تسلط من الدولة او من غيرها.

(3) الدولة الاردنية اختصرت واختزلت داخل حدودها مبادئ الثورة العربية الكبرى, التي كانت قد انطلقت من اجل وحدة البلاد العربية (في آسيا). لقد أقامت الدولة مبادئ تنظيم الحكم والمجتمع على ارضية هذه المبادئ القومية التي تخلى عنها العرب بالجملة في دولهم القُطْرية الحديثة.

مبادئ هذه الثورة, التي لم يتخلّ عنها الهاشميون هي التي رسمت اطار العمل السياسي الاردني في جميع المراحل, سواء مرحلة تأسيس الدولة او تنظيم المجتمع, بما في ذلك التعامل مع الهجرات القادمة اليها بفعل الحروب والقضية الفلسطينية.

ان دولة هذا شأنها في السياق التاريخي والمجتمعي منذ النشأة حتى اليوم, لا يمكن ان تكون محل تشكيك في مكوناتها وهويتها الوطنية, لقد تميزت بتدرج نهضتها وبناء مؤسساتها وتكوين مجتمعها المدني. وهو ما يفسر مطالب الاردنيين, في السنوات الاخيرة, بالحفاظ على قوة الدولة والتمسك بدور مؤسساتها, ففي الوقت الذي شهدت فيه العديد من الدول المجاورة تنامي حالة العداء بين الدولة وبين الشعب تحرّك الاردنيون مبادرين لدفع الدولة الى تقوية حضورها وهيبتها.

وعلينا ان نعترف, ان تَمَسُّك الدولة والشعب بمبادىء الوحدة العربية وتطبيق ذلك في الحياة السياسية وفي مسألة المواطنة ونشاطات المجتمع قد استُغل من قبل قوى مضللة وقوى اجنبية, كمدخل للتشكيك في هوية الاردن وفي الاساس القانوني للدولة. فبدأنا نسمع عن طروحات "التفكيك واعادة التركيب" لخلق هوية او هويات جديدة.

كما يفهم البعض شعار الاصلاح السياسي, بانه فرصة لاعادة بحث الهوية الاردنية واثارة النعرات الاقليمية او فرض نوع من المحاصصة في الحكم وهذا يواجه بالرفض الشامل . أما ما تقصده الاغلبية من "شعار الاصلاح", فهو تقوية الدولة ورص صفوف المجتمع والحفاظ على وحدته الوطنية لمواجهة اية اخطار خارجية متوقعة.

الاصلاح السياسي يقطع الطريق على صف طويل ممن يحملون نزعة تدميرية, هي من آثار دعاية الاستعمار الجديد و "المرحلة البوشية" السوداء التي من نتائجها تفشي الاقليمية والطائفية والقطرية البائسة حتى ان الحكومات العربية تبادر الى وضع النظارة السوداء كلما تعلق الامر بالقدس وجرائم الاحتلال. بينما "الوطنية" في اي قطر عربي لا يكون لها شرف الوطنية ان تخلت عن واجبها في بعدها القومي.

[email protected]

العرب اليوم

أضف تعليقك