والرغيف يركض "وراك"

 والرغيف يركض "وراك"

وفق احصائية نشرتها المخابز يوم امس، فإن الأردنيين استهلكوا في أيام المنخفض الجوي الأخير 138 مليون رغيف من الخبز، وهذا رقم استثنائي لم يحصل في كل تاريخ "التغميس الأردني".

للدقة علينا في الواقع أن نقول أن الأردنيين "اشتروا" ولا نقول: "استهلكوا" هذا العدد من الأرغفة، وذلك لأن كثيرين منهم لا يحبون الخبز "البايت"، بدليل أن الاقبال على الخبز بعد انتهاء المنخفض عاد الى وضعه الطبيعي ولم يتقلص، وهو ما يعني أن الناس لم يستهلكوا الخبز البايت، بل اشتروا خبزاً جديداً.

لكن تعالوا نتعمق أكثر في التحليل: فلا يجوز لعشاق الاحصاءات أن يسارعوا الى تقسيم عدد الأرغفة على عدد المواطنين ثم يتحدثون لنا عن اكتشافهم معدلا وطنيا جديدا على شكل نصيب الفرد من الأرغفة الذي يعكس هنا نصيب الفرد من "الفجع". عليهم أن ينتبهوا الى الخلل في التوزيع؛ أعني توزيع الأرغفة وتوزيع الفجع معاً. لقد قالت بعض الأخبار أن بعض المناطق البعيدة لم تحصل على الكميات الطبيعية المعتادة من الخبز، وهذا يعني أن آخرين حصلوا على مخصصاتهم من الأرغفة.

الصديق الساخر المعلم محمد الشرع (أبو رامي) أجرى منذ زمن تعديلاً على الجزء الأخير من الدعوة الشهيرة القائلة: "الله يجعلك تظل تركض والرغيف يركض قدّامك" لتصبح: "والرغيف يركض وراك"، وهو يرى أن هذه الصيغة المعدلة أشد وأقسى، لأنك -وفقها- تركض معتقداً أن مزيداً من الركض سيجعلك تبلغ الرغيف الذي تظنه يركض أمامك، بينما هو يتبعك راكضاً خلفك.

العرب اليوم

أضف تعليقك