هل حمّلت عمان الوزير رسالة للأسد؟!
جاء وزيرالخارجية الايراني الى عمان،والفروقات السياسية بين عمان وطهران،كبيرة،ولايمكن لهذه الزيارة ان تؤدي الى اختراق مهم على صعيد العلاقات بين البلدين،فالاردن في معسكر،وايران تقود معسكراً مغايراً.
زيارة الوزيرالايراني الى الاردن جيدة،من حيث المبدأ،والاردن ذاته كان قد رفض سابقاً استقبال مساعد وزير الخارجية الايراني لكنه اليوم يستقبل الوزير للاستماع اليه،وفي محاولة لتوظيف الزيارة لعل طهران تؤثر على دمشق من اجل الحل السياسي!.
هناك اختلافات في المواقف بين البلدين،ووزيرالخارجية الايراني الذي سيزور دمشق سينقل انطباعاته عن زيارة عمان الى المسؤولين السوريين،والارجح ان الوزير سيحمل رسالة شفوية او رأياً اردنياً محدداً الى الرئيس السوري بشار الاسد،حتى لو لم يعلن الاردن ذلك رسمياً،وهذا يقول ان الوزير وسيط فعلي بين الاردن وسورية على خلفية الملف السوري.
الايرانيون يوظفون ايضا الاعتداء الهمجي على دمشق،وهو الاعتداء الذي يتبارى البعض لتبريره بصفاقة عبر تبني الرواية الاسرائيلية بأنه ضد حزب الله وليس ضد سورية،وهذا امر غريب حقاً،لان الاعتداء تم على سورية،وعلى سلسلة تحالفاتها،ولايمكن تبرير الاعتداء ابدا تحت اي ذريعة،في محاولة لنزع اي قيمة وطنية تسبب بها الاعتداء.
في كل الحالات يمكن القول ان ايران تريد في هذا التوقيت جر الاردن الى الحياد،خصوصا،بعد الضربة الاسرائيلية،ولان تصريحات مسؤولين ايرانيين مست الاردن سبقت الزيارة،فأن تطهيرالاجواء من هذه السموم كان احدى مهمات الوزير.
لاسفير اردنياً في طهران،واذا كانت الزيارة حققت اي نجاح فعلي،فمن المفترض ان نسمع قريباً عن تعيين سفير اردني في طهران دلالة على تعميد العلاقات مجددًا،وبغير ذلك تكون كل التصريحات والترحيبات حبر على ورق.
لن يقبل الاردن اي اغراءات اقتصادية ايرانية،لان عمان تستفيد مالياً من المعسكر الاخر،ولايمكن ان تجرؤ على فتح بوابة باتجاه مغاير،وهذا يقول ان كل الدعوات من الوسطيين لعلاقات متوازنة مع كل الاطراف في المنطقة سوف تتبدد ولن تجد من يتبناها.
سمع الوزير الايراني كلاماً حساساً بعيداً عن الاعلام،وهذا الكلام سيتم نقله الى الرئيس السوري والى مرجعياته في طهران،ولااحد يعرف هل هناك رسالة محددة بنقاط سيتم نقلها الى السوريين من الاردن،تحديداً،ام مجرد خطوط عامة وانطباعات وتقييمات لموقف الاردن من الازمة السورية؟
من جانب الاردن فأن عمان ليست بحاجة فعلياً الى وسيط مع دمشق،غير ان ميزة هذا الوسيط انه وسيط وطرف وشريك ايضاً،في علاقته مع السوريين،ومن هنا تنبع اهمية اي رسالة قد يكون تم تحميلها عبر الوزير الايراني.
يبقى السؤال:هل هناك مبادرة اردنية محددة بتفاصيل يمكن طرحها للبحث،بدلا من الدعوات العامة للحل السياسي،ام اننا سوف نبقى ندور حول انفسنا في منطقة قررت الانتحار الجماعي على طريقة الحيتان وشواطئها.
مانتمناه ان تكون عمان قد استثمرت زيارة الوزير عبر تحميله رسالة للاسد تقول فيها ماذا نريد منه،عبر وصفة قابلة للتطبيق؟!.
الدستور