مكافحة الفساد

مكافحة الفساد
الرابط المختصر

تشكل الحكومة لجنة استشارية عليا لدراسة الملفات التي يستشف منها انها قد تقود الى فساد او انه يشتم منها ان وقائعها لها مساس مباشر بالفساد او الافساد وان المصلحة تقتضي ان يصار الى دراستها من قبل مختصين عاملين في اللجنة قبل ان يثار حول الضالعين باي قضية سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة اي لغط لا يقود الى محاربة الفساد بل يقود الى اغتيال الشخصيات عمدا او بدون قصد ولهذا كانت مداخلة رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي مطلع الاسبوع الحالي ان هناك « فسادا حقيقيا واخر انطباعيا».

وبعد ان يتم التوثق من حجم الفساد والتأكد من ان هذه القضية فعلا تحوم حولها شبهة فساد يأتي دور احالتها الى دائرة مكافحة الفساد حيث يتم استدعاء الاطراف الداخلة في القضية ويتم اخذ اقوالهم وعلاقتهم في القضية وحجمها ومدخلاتها وكيفية التعامل معها والى اين ستقود وبعدها يتم البحث في الطريقة الكاملة في متابعتها بصورة قانونية ويتم ترتيبها لقضية تكتسب صفة قضية فساد ثم تحال المحاكم المختصة التي تنظر فيها بصورة مستعجلة ويتم الحجز التحفظي على المتورطين فيها وعائلاتهم وشركاتهم وكل من له علاقة مباشرة في هذه القضايا.

ومن ثم يصار الى التدقيق بشكل كامل في القضايا المطروحة ويتناولها المجتمع الاردني بصورة حادة سلبا او ايجابا لانه عندها لم يعد الامر يحتمل الخطأ او التقصد او حتى اغتيال الشخصية لان تلك الشخصية تكون هي التي دفعت بنفسها الى مثل هذه الاشكالية اما طمعا في مال او للحصول على مكاسب شخصية او آنية او للحصول على توازن اجتماعي وردع مجتمعي.

ما يدور الحديث عنه حتى الان قضايا من الوزن الثقيل والثقيل جدا مثل مشروع جر مياه الديسي والخصخصة او البوتاس والفوسفات والاتصالات وبعض شركاتها وكيف تمت كل هذه الامور في ليلة «ما فيها ضو قمر».

اذن نحن نتحدث عن قضايا فساد كبيرة يستطيع الصغير والكبير الاشارة اليها او التعرف على مجرياتها بصورة لا يوجد فيها تسجيل مواقف ولا ادعاء لبطولات لانها ليست قضايا جدلية او خلافية بل هي قضايا واضحة.

ولكن هناك تساؤل لا بد من التذكير به الا وهو هل ستبقى القضايا الكبرى الشغل الشاغل للمجتمع وللجميع بينما القضايا الصغيرة تبقى طي الكتمان دون ذكرها او التعامل معها باي حال من الاحوال؟.

وكيف يصار الى وقف النزف في عملية الافساد والفساد التي تتم في وضح النهار لان الناس ترى وتسمع وتتابع وتصاب بالاحباط والقهر وهي ترى الفاسدين يمارسون الفساد جهارا نهارا غر ابهين باي تحذيرات ودون النظر الى الاجواء العامة التي اصبحت تدعو الى مكافحة الفساد.

صغار الفاسدين كثر والسكوت عنهم سيحولهم من فاسدين صغار الى فاسدين كبار ويسستقوون على قوت الناس ولن تردعهم روادع اذ كيف اصبح الفاسدون الكبار بهذا الحجم الا بعد ان طغوا وبغوا وتغولوا وتعدوا على حقوق غيرهم ولم يجدوا من يردعهم؟.

الفساد هو الفساد صغيره وكبيره وما يمارسه الكبير يقع فيه الصغير ولا بد من تقنين الفساد وقوننته وترشيقه او حتى ترشيده الى ان نصل الى حالة نقطع معها دابر الفساد الذي استشرى واصبحت شروشه تمتد على مساحات كبيرة من قلوب الناس وعقولهم لدرجة اننا لم نعد نفرق بين الفاسد ومن يتدرب على الفساد ومن هو في طريقه الى ذلك في الوقت الذي اصبح المجتمع يعتبر الفاسد «فهلويا» والصادق في تعامله مع الناس «اهبل» فاختلت الموازين وضاعت القيم وانخفض منسوب الحياء ولم نعد نفرق بين الاهبل والمنافق والمحترم.

الدستور

أضف تعليقك