ضربات موجعة وجهتها أجهزة الدولة للمتعاملين بالمال الفاسد، حيث ضيقت الخناق على مرشحين ورؤساء قوائم، توهموا أن المال الفاسد هو الطريق للعب على ضمائر الناخبين، للوصول إلى قبة البرلمان.
في سجن الجويدة الآن مرشحون متهمون بالتعامل مع المال الفاسد، وهم الآن يبررون لنزلاء السجن، انهم جاؤوا من أجل اطلاعهم على برامجهم الانتخابية، وتصوراتهم لأردن المستقبل.
توقيت مناسب للهجمة على جماعات المال الفاسد، وفي المعلومات أن مرشحين آخرين من خارج العاصمة في الطريق إلى لبس البدلة الزرقاء في الجويدة، وإنْ تحققت هذه المعلومات تكون الهيئة المستقلة والجهات المعنية بضبط المال الفاسد قد قدمت أكبر خدمة للانتخابات، ورفعت من معنويات المواطنين الهابطة، والمتشائمة من مصداقية الخطاب حول النزاهة والشفافية.
ضربة معلم حقيقية ما تحقق في اليومين الماضيين، بحيث أصبح الحديث الانتخابي على مستوى افضل، وارتفعت اهتمامات الناخبين بالعملية الانتخابية، وإمكانية غسل ما علق في الانتخابات الماضية من تزوير ولعب على المكشوف، وتبقى في رقبة الدولة وأجهزتها، محاسبة المخربين للانتخابات السابقة، والمتلاعبين في إرادة الناس وأصواتهم وممثليهم، حيث أن جرائم التزوير في الانتخابات لا تسقط بالتقادم، ومن الممكن فتح هذا الملف في أية فترة زمنية.
ليلة ساخنة عاشتها القوائم والمرشحون المتهمون بالتعامل مع المال الأسود، بحيث ضبّ الجميع سماسرته المنتشرين بين الناس لمقايضتهم بأصواتهم مقابل مال وسخ، لا يمكن أن يحقق مسارا محترما في خريطة الطريق التي ننتظرها في الأيام المقبلة.
منذ أسابيع ونحن نقول إن الانتخابات تحتاج إلى فحص حقيقي في صدقية الدولة وخطابها حول نزاهتها، وتحريم التزوير الذي لن يقيض الانتخابات فقط، بل سوف يقيض بنيان الدولة والنظام معا، ويضع مصداقيتهما على المحك.
من حق المرشحين نزلاء سجن الجويدة الآن أن يستمروا في حملاتهم الانتخابية، لأن القانون اعوج، حيث لا يحرم من يتهم بجرائم انتخابية من الأهلية في الترشح، وترك ذلك لمجلس النواب بحيث يقرر ثلثي أعضائه مصير زميلهم بعد أن يؤدي اليمين القانونية ويصبح نائبا عن الأمة.
من حق نزلاء الجويدة من المرشحين أن يفتتحوا مقار انتخابية داخل السجن، ومن حقهم توصيل أفكارهم إلى شريحة للأسف ليس لها حق التصويت، لكن لها حقوق على المرشحين.
احد المرشحين في انتخابات سابقة، تم ترسيبه بصوتين، وكانت القضية واضحة تماما، اجتهد وطعن في الانتخابات أمام مجلس النواب المنتخب وقتها، كما رفع قضية في المحاكم، يومها اقترب منه سياسي كبير وهمس في أذنه قائلا "لا تتعب حالك هل علمت يوما أن طائرة ما نسيت راكبا في المطار عادت وحملته مرة أخرى...".
العرب اليوم