مقاربة حازم ملحس من غير شتائم

مقاربة حازم ملحس من غير شتائم
الرابط المختصر

هذه ببساطة أهم الأفكار التي وجدتها في مقاربة وزير البيئة السابق حازم ملحس، وأعتقد أنها مقاربة لو خلت من الشتائم والانفعال لحصلنا على مقاربة إصلاحية وجريئة.

لدينا في الأردن إنجازات بيئية كثيرة، ولكنها لا تصل إلى وسائل الإعلام، وتقدم في أحيان كثيرة بمستوى مهني أقل مما يحتاج إليه العمل البيئي، والواقع أننا نواجه في الأداء الإعلامي أزمة في المستوى والكفاءات والمهنية والتخصصات المهنية القادرة على استيعاب المجالات التي يعمل فيها الإعلام، وهي متطلبات أصبحت على قدر من التعقيد والتطور تحتاج إلى تعليم وتدريب وإتقان متقدم للغة العربية واللغة الإنجليزية.

نحن نواجه تحديات في البيئة متصلة بالسياسات والثقافة المشكلة للعمل العام والوعي بها، ولدينا أمثلة كثيرة تؤشر على أننا سنواجه أزمات بيئية متواصلة اذا استمر العمل العام يسير بهذه الوتيرة، ففي البلديات المنوط بها الحفاظ على البيئة في المدن والبلدات، والمفترض أنها المؤسسات الأكثر أهمية في التعبير الأساسي عن مطالب المجتمعات والأفراد وأفكارهم تجاه البيئة ومدنهم وأحيائهم وما يجب أن يكونوا عليه وما يتطلعون إليه، نلاحظ تقصيرا وانحرافا كبيرا في أداء بعضها بل الكثير منها؛ مثل تراكم النفايات وعدم إدارتها بكفاءة وفاعلية، والتوظيف المبالغ فيه للعمال والموظفين على النحو الذي يستنزف موارد البلديات ومن غير حاجة واضحة أو تبرير مقنع لهذا العدد الكبير من العمالة الوطنية والوافدة أيضا، ومن المحزن أن بعض رؤساء البلديات ممن ساهموا في تدمير البيئة والموارد يتقدمون للانتخابات النيابية!!

ورغم أن وزارة البيئة أعدت مكباً للنفايات في الزرقاء بلغت كلفته مليوناً ونصف المليون دينار، فإن أحد المستشفيات في المدينة يلقي النفايات بطريقة غير صحيحة خلف المستشفى، وأتساءل أيضا عن موقع البيئة في البرامج الانتخابية وحملات المرشحين للانتخابات.

نحتاج إلى التعبير عن التحديات والطموحات التي نتعامل معها بكفاءة عالية ومهنية، حتى ندرك بوضوح مشاكلنا وإمكانياتنا أيضا، ونقدمها بوضوح ومسؤولية للمواطنين والرأي العام ليكونوا شركاء بمسؤولية تامة، ولتشكيل رقابة إعلامية ومجتمعية على أداء المؤسسات العامة والأفراد، ولكن يبدو أن الأداء الإعلامي ما يزال عاجزا عن تحقيق متطلبات العمل الإعلامي العام والتعامل مع قضايا البيئة باحتراف واقتدار.

وأتمنى على الصحافيين ووسائل الإعلام تتبع الموازنات والإنفاق ومقارنة ما بذل من جهود وأموال بالنتائج التي حصلنا عليها، ولماذا تزيد النفايات والمشاكل البيئية رغم الإنفاق الكبير، وأن نحدد بالأسماء ونلاحق المخالفات والتقصير، وهذه هي مسؤولية الإعلام.

لقد واجهت في عملي في البيئة مشكلة غياب كبير لدى الإعلاميين عن المعرفة والخبرات والمعلومات المتعلقة بالموضوعات التي يناقشون فيها أو يسألون عنها، والاستخفاف الكبير بالموضوعات والقضايا، وعدم الجدية وعدم القدرة أيضا على التمييز بين الموضوعات والمسائل البيئية.

الغد