مسيرات الجمعة..مَن ضد مَن ولمصلحة مَن ؟؟!!

مسيرات الجمعة..مَن ضد مَن ولمصلحة مَن ؟؟!!
الرابط المختصر

لا أعرف إذا كنا في نظر بني إرشيد وعلي أبو السكر وهمام سعيد و(..) ما زلنا في عصر الظلمات والجاهلية حتى ينادوا بمثل هذا الحشد استعدادا للفتح العظيم وانتظار نزول المهدي ليقرأ الآية الكريمة من قرآننا العظيم (إنا فتحنا لكم فتحا مبينا ). لا أعرف أية جرأة تلك التي يتمتع بها هؤلاء وشكلها حتى يخرجوا علينا داعين الشيب والشباب ، والنساء والاطفال حتى المرضى الى ساحة النزال تلك التي يصورونها على أنها الموقعة الأخيره ، فيستحضرون الاسعاف ويستدعون الاطباء ويستنهضون قوى الشباب للمواجهة . فأي تجاوز هذا وأية حرية تلك ، وأي تحد هذا الذي يستعرضون.

هل هو السر الإلهي الذي يمنحه الإخوان في( خطة الحشد والتبليغ) ليعدوا الناس بالجنة اذا شاركوا في المسيرة ،وأي استغفال هذا لعقول الناس لإعادتهم الى العصور الوسطى عندما كانت الكنيسة تمنح صكوك الغفران .أي أهداف تلك التي سيحصدها هؤلاء من محاولات الدعوة الى المصادمات وتعريض الوطن للمخاطر ، اليس هذا مخالفا لشرع الله ، واستغلالا للدين لدفع الناس الى التهلكة ، اليس هذا تلاعبا بمشاعر الناس والكذب عليهم من اجل مآرب سياسية. ابحثوا عن هذه القيادات يوم المسيرة بعد التصوير والقاء الخطب ، فستجدونهم يقولون بعد ان غادروا : (لمكة رب يحميها ).

بيان الإخوان الثوري والاعلام الثوري لمسيرة يوم الجمعة يمثل حالة استفزازية واضحة واسلوبا مكشوفا لتخويف الحكومة واجهزتها المختلفة ، ورسالة أفهمها على أنها حالة إفلاس واضح وعزلة مرعبة للإخوان ومحاولة للخروج من عنق الزجاجة . افهمها ايضا أنها الفرصة الأخيرة لاستعراض القوى بعد ان بدأت ملامح الفشل تظهر ليس من ضعف قواعدهم وتأثيرهم على الناخب الاردني الذي هب للتسجيل وبارقام فاقت التوقعات ، بل من تشوّه صورتهم في القرار الاخواني الدولي جراء تصرفات من سموهم رعناء الاخوان ممن اساءوا للعلاقة التأريخية مع الاردن الذي كان يعتبر ملجأ الاخوان المضطهدين في الدول العربية . الاخوان الجدد انهكتهم الخلافات الداخلية واضعفت حجتهم نتائج اعمالهم على ارض الواقع حيث طلاق الاحزاب منهم ورفضها لاسلوبهم المتقوقع الاحتكاري، وفقدانهم اعوانهم السلفيين، ، وغضب الدولة الاردنية من سوء تقديرهم واللعب الارعن بحالة الامن والاستقرار التي يتمسك بها الاردنيون جميعا معلنين وقوفهم امام كل من يحاول العبث بها . فالاخوان الجدد ادركوا انهم خسروا داخلهم وخارجهم وفقدوا بوصلتهم فراحوا يترنحون كفاقد البصر لا يعرف من اين تأتيه الدّفَعات ، فخر ارضا.

نرفض مثل هذه المسيرات المبيتة وهذا التحشيد الذي سيسيء للوطن ليس من قبل الاخوان فحسب، بل من اية جهة اخرى ، لان الاساس ان نهدّئ لا ان نُصعّد ، أن نمتص الإساءة لا أن نردّ بمثلها ، فالاخوان يريدون ردة الفعل هذه رغم ان الانتماء للوطن لا يحتاج لمسيرات قد تؤدي الى صدام مع من يريده من جماعات الاخوان ويسعى له ، فيكون الاردن هو الخاسر . لا اعرف من يعطي القرار بذلك ويفكر بما يفكر به الاخوان نفسه ، بل يستجيب لمطمعهم وغاياتهم . لماذا نحشد مسيرات التأييد ومناهضة مسيرة الإخوان ؟ اليس التسجيل لانتخابات كافيا ليكون ردا عليهم ، اليست لقاءات العشائر وتصريحاتها ومنع الإخوان من المشاركة فيها مؤشرا آخر ، اليس انفكاك الاحزاب عنهم ودعوة معظمها للمشاركة رفضا للاخوان ، اليست مشاركة حراكاتهم الستين فقط من اصل 180 حراكا شعبيا اردنيا يشكل مؤشرا على زنقة الاخوان . كل هذا الحشد كان لاستثارة الشارع واجهزة الدولة طمعا بردة الفعل التي نشاهدها اليوم ، وتحقق للاخوان ما ارادوا ، فلماذا يمنحون هذه الفرصة وجميعنا ندرك انه من دون ذلك لن تجدهم يزيدون على الالف اصابع ولوجمعوا ما تحت الارض وفوقها . فلنتق الله في هذا الوطن ونعرف الى اين نحن متجهون . نأمل على الله حسن العاقبة .

العرب اليوم

أضف تعليقك