مدن سورية مسورة داخل حدودنا

 مدن سورية مسورة داخل حدودنا
الرابط المختصر

يلخص نوري المالكي الوضع في سوريا بالقول بان الاسد يقاتل طائفيا وبان الطائفة العلوية تقف برجالها ونسائها خلفه للدفاع عن الطائفة( على حد قوله ) . ونسي المالكي ان يضيف بان عائلة الاسد تحكم سوريا طائفيا منذ ٤٣عاما وان سبب هذا الدمار وشلالات الدماء هو إصرار الاسد بان يظل الحكم في سوريا على حاله ( الى الابد) ولأنه قرر ان يحول الربيع العربي في بلاده من حقول للياسمين الى ساحات رماية للطيران والمدفعية والبراميل المتفجرة والإعدامات الميدانية .

ماذا تعني الحرب الطائفية ؟

تعني انها ستكون حربا طويلة ، فهي لا تزال مستمرة بالعراق منذ تسع سنوات واستمرت في لبنان ١٥ عاما وهذا يعني اننا سنشهد خلال السنوات المقبلة ظهور مدن سورية داخل حدودنا الشمالية . اليوم يطالب عشرات الآلاف من اللاجئين تحسين اماكن إيوائهم وتحويل الخيام الى بيوت ومساكن ، وما نشر هذا الاسبوع عن احد المخيمات الجديدة يظهرها بانها افضل معماريا من بعض الاحياء داخل عمان .

ازمة الغذاء والدواء في مخيمات اللاجئين ستكون الأسهل في إفرازات حرب طائفية طويلة في الشقيقة الجارة لأنه مع مرور السنوات قد تتحول حالات الشغب المحدودة كالتي ظهرت في الزعتري الى مظاهرات عنف للمطالبة بالخروج من أسوار المخيمات والسماح بالعمل والخدمات والتنقل . فمن يتخيل انه يمكن حصر كتل بشرية كبيرة خلف الأسوار لعدة سنوات ولا ينتظر تمردا او ثورة هو واهم ، خاصة وان هؤلاء اللاجئين نتاج ثورة بشعارات الحرية والكرامة.

اذن البلد امام جملة من الازمات الكامنة ، اقتصادية وامنية سياسية ، ولا يجب الركون الى المساعدات الدولية والخليجية لانه اذا طالت حرب بشار الطائفية فان الحماس لتقديم هذه المساعدات سيتراجع ، وستلقى المشكلة ( في عبنا ) وقد لا نكون عندئذ قادرين على خلع شوك الاخرين بأيدينا ولا تحمل مسؤوليات أزمات غيرنا .

امس الاول وصف مسؤول لبناني ما يجري بان بلاده تتعرض لفيضان من اللاجئين السوريين . في الاردن يوجد تسونامي من النزوح الجماعي هربا من سياسة الارض المحروقة التي ينفذها النظام في جنوب دمشق ودرعا . هذا التسونامي بحاجة الى عمل عاجل وطارئ لوضع الجميع امام مسؤولياتهم .

١- للقيام بحملة سياسية تقودها الدول المضيفة للاجئين بطابع إنساني تجاه مجلس الأمن والمجتمع الدولي لتحمل مسؤلياتهم بوقف المجزرة ، والضغط على روسيا وإيران لوقف إمدادات الاسلحة للنظام مع وضع آلية لذلك . ٢- العمل على فرض حل سياسي انتقالي على النظام والمعارضة ، واذا رفض النظام وحلفاؤه فلا بد من تزويد المعارضة بالسلاح النوعي القادر على اقامة مناطق آمنة تحمي المدنيين من الطيران وآمنة نسبيا لكي يعود اليها اللاجئون او على اقل تقدير وقف عمليات النزوح الجماعية ٣-اذا استمر الوضع الأمني على حاله يجب فتح ( كارادورات) لمرور عشرات الآلاف من اللاجئين عبر الاردن الى دول الخليج .

الراي

أضف تعليقك