محاكمة رموز الفساد

محاكمة رموز الفساد
الرابط المختصر

عدنا الى تلك الحلقة الأوسع، من حديث يهيج فتراه مضطرا للمبالغة، واستمالة وتثوير وتوتير العقول والقلوب، «البلد خربانة..البلد مسروقة.. البلد منهوبة»..ومرادفاتها، ونعود للقول ،تحذيرا، ارحموا الوطن وارحموا الناس، ارحمونا من عويلكم ونواحكم.

هل يخلو بلد واحد من اختلالات ومن أخطاء ومن فساد وعصابات؟.. وهل لدينا حقا فساد بهذا الحجم؟ وإن كان الفساد كبيرا هل يوجد في الأردن رموز فساد؟ ولماذا يجنح الجانحون لحديث مثير ..لماذا كل هذا الغلو عندما يتحدث متحدثون عن فساد؟ من يصدق الفاسد حين يتحدث عن العدالة والحق والخير و «مكافحة الفساد»؟ ..زمن العجايب !

لا ننكر وجود فساد؛ اقترفه فاسدون، لكنهم قلّة، لا يمثلون ولا يشكلون ولا يعبرون عن دولة مستقرة، استغلوا مناصبهم السياسية ومواقعهم الاجتماعية وأرصدتهم الاقتصادية وعلاقاتهم، واستغلوا ثغرات وأخطاء وهبّات لرياح عالمية، وبعضهم أنشأ «مفارز» على حدود تدفق المال الأجنبي وقطعوا الطريق على المستثمرين، ولم يسمحوا لهم بمرور طبيعي إلى الآفاق الأردنية الاستثمارية، إلا بعد أن «وقّعوا» عقود محاصصة وصلت الى حدود «المناصصة»، فكانت شراكات فاسدة، يقدم المستثمر فيها مالا، والفاسد يقدم خدماتٍ من نوع «نفوذ وواسطات»، و»تمليص» حين مشاكل وأزمات، ونشأ على ضفاف هذه العمليات المستمرة، كمبرادور «حقير»، لا يمثل أي حركات ليبرالية أو نيوليبرالية محترمة، بل مجموعة من «المنبتّين» متواضعي العقل والفكرة، وعديمي الوطنية والخلق، رفعوا شعارا مفاده « Jordan for sale».. وباعوا ، وأضاعوا، وسيأتي اليوم قريبا، الذي نقول فيه ضاعوا وجاعوا..

إنفلات محدود، استمد قوته ووجوده وانتشاره بناء على ثقافة، وليس على قابلية أردنية لنمو الفساد والإفساد، رموزه ولصوصه هم مجموعة رخيصة جدا من الناس، بعضهم احتل مواقع سياسية، وبعضهم حاز على بطاقة تؤهله للعبة القذرة، بناء على رؤيته الاستشرافية «البلد واقعة..ولحّق حالك.. دبرها؛ ما حدا قاري ورق»! وانخرطوا في المناكفة والابتزاز والسجالات التمويهية، وفي النهاية اتفاقات محاصصة، وعلى الدوام كان «ومازال بالطبع» هناك إعلام وكتّاب و»نضالويون» لا يشق لهم غبار، بكامل الجهوزية لتلميع أهل الفساد والدفاع عن مواقفهم، وتطويع أو تضبيع كل من يعارض برامجهم، أو ينوي الحصول على جزء من الكعكة المسروقة.. وقطعوا شوطا في التحصيل والتخريب والإفساد، وطارت «طيور» بأرزاقها، وبقي في الحقل بعض طيور «بلهاء» ولا تستطيع الطيران بعيدا عن سهم القانون والقضاء.

مجموعة فاسدين يعرفهم أهلهم قبل الآخرين، لا يستحقون حماية من أردني يحترم نفسه ووطنه ويسعى لأي نوع من العدالة، هؤلاء؛ يجب أن ننزع عنهم الغطاء الاجتماعي الذي استغلوه يوما، فلوثوه وتدرعوا به للولوج الى قلب وضمير الوطن، وامتصاص دمه وروحه.

الأردن؛ دولة مستقرة محترمة، وليست دولة فساد كما يصوّرها بعض الخبثاء، لا يجوز أن نتحدث عن وطننا ودولته وكأنها دولة احتلال.. الأردن؛ خير وطن، وأرضه مباركة، وكذلك ناسه وقيادته وتاريخه.. فليصمت صنّاع الغوغاء.

الدستور

أضف تعليقك