مجمع النقابات المهنية قلعة للحرية ام قلعة للقمع

مجمع النقابات المهنية قلعة للحرية ام قلعة للقمع
الرابط المختصر

ما عرف يوما عن مجمع النقابات المهنيه الا وكان قلعة للحريه حتى في اصعب ايام الاحكام العرفيه ،حيث كانت الاجهزة الامنية لا تستطيع ان تطارد المواطنين داخل هذا المجمع ، وكان الناشطين النقابيين و البعض منهم اصبح بعد ذلك وزراء و نواب و منهم على الاقل الان وزير و نائب عاملين يجتمعون في النقابات بكل حريه و هم مطلوبين للاجهزة الامنية، و يغادرون بعد ذلك الى بيوت غير بيوتهم حتى ينجوا من الاعتقال .

اعتقد بأن هذا التاريخ يعلمه جميع النشطاء النقابين الذي عاصروا تلك المرحلة ،و كانوا أسبق مني في العمل النقابي بمن فيهم بعض النقباء الحاليين ،و لكن ما بال بعض الزملاء النقباء ينسون بأن مجمع النقابات صرح للحريه و مدافعا  عنها و أن كل من يلوذ به لا يرده  شريطة الالتزام بالخطوط الرئيسية للنقابات المهنية و هي مقاومة التطبيع و الدفاع عن الحريات و رفض الاحتلال و قواه ، ألا يعرف الزملاء النقباء كم من مؤتمر حصل في هذا الصرح الوطني لدعم مختلف القضايا الوطنية و القومية و حتى العالمية ،سواء كانت هذه المؤتمرات من اعداد نفس النقابات أو استضافه لهيئات او جهات  وطنيه أخرى او لمبادرات فرديه

ألا يذكر الزملاء النقباء انه في عام1989  كان هنالك موقف شجاع و هام  لمجلس النقباء في دعم حراك الجنوب (هبه نيسان)  و ما حصده الوطن من ديمقراطية قبل الانقلاب عليها عند توقيع معاهدة وادي عربه ، ألا يذكر الزملاء النقباء كيف أصرت النقابات المهنيه على رفع صور الاسرى الاردنيين لدى الكيان الصهيوني و شعارات مقاومة التطبيع على واجهة المجمع ،حتى اعطى احد وزراء الداخلية السابقين تعليماته باقتحام المجمع و نزع صور الاسرى و شعارات مقاومة التطبيع ، و ما بال بعض النقباء الافاضل و في زمن الثورات العربية يتراجعون القهقرى  في مواقفهم و يصبحون اوصياء على الفكر الذي سيطرح في المجمع و يبحثون عن تفاصيل و عناوين الراغبين في الاجتماع في مجمع النقابات و كانهم مسؤولي اجهزه رسميه .

لقد استغربت موقف بعض النقباء الذين امضوا مساء الثلاثاء حوالي الثلاث ساعات لمناقشة السماح لتنسيقيه الحركات الشعبيه و الشبابيه بعقد مؤتمر يطالب بالاصلاح، سقفه لا يتعدى شعار اصلاح النظام و كانت نتيجة الاجتماع رفض مجلس النقباء لعقد هذا الاجتماع (مع اعتراض ثلاثة نقابات  (المهندسين ، و المهندسين الزراعين ،و الممرضين) و غياب مندوب رابطة الكتاب( بسبب تزامن اجتماع مجلس النقباء  مع الاجتماع الاول للهيئة الإدارية للرابطه مع ملاحظة استضافة الرابطة للمؤتمر الصحفي لهذا الحراك في اليوم السابق) و غياب مندوب نقابة المحامين

و ما كنت اتمنى ان يكون رأس الحريه لهذا الرفض احد النقباء الذي ما صعد الى موقعه في الانتخابات   قبل الماضيه لنقابته الا بدعم من النقابين الناشطين في مجال مقاومة التطبيع ( بعد اختلاف من كان منافسا له مع نشطاء مقاومة التطبيع على طريقة مقاومة التطبيع) حيث كان ناشطا و عضوا في لجنة مقاومة التطبيع و ذاق مثل زملائه اعضاء اللجنه مرارة الحبس و فقدان الحريه في عام 2001، و ها هو اليوم يقود تيار قمع الحريه و حتى احسن الظن به اعتبر موقفه ناجم عن نكايات  بين التيارات النقابية  بعد تداعيات معرض صور الثورة السورية الذي اقيم في مجمع النقابات المهنية

لقد كنا و بعض الزملاء النشطاء النقابيين نتنبأ لبعض النقباء السابقين بأنهم سيتولون الوزاره ،و كنا نشعر بأنهم سيكافئونهم على خدمات يقدمونها في مفاصل هامه ،تكون  مواقفهم فيها عكس رغبات و توجهات هيئاتهم العامه، و لكن يا ايها الزملاء النقباء الافاضل اسألوا من سبقوكم من الوزراء النقابيين سواء ممن قدموا خدمات كوفئوا عليها بالوزاره او ممن اختاروهم لذواتهم هل الوزاره اقرب لهم ام النقابه الان بعد تركهم كرسي الوزاره ؟ بل اسالوهم حين تعرضوا للظلم الى اين لجأوا ، بل اسالوا البعض منهم الذي  استعمل النقابات جسرا لتحقيق طموحه الشخصي بدخول الوزاره.عن  شعورهم و ان كان يستطيعون ان يدخلوا نقاباتهم و يواجهوا هيئاتهم العامه كما كانوا نقباء

لقد اجنمع بالامس الشباب في مؤتمرهم في ساحة مقابله لمجمع النقابات المهنيه  ، و كم المتني الصور التي نشرت في الصحف و على الفضائيات و هي تظهر الشباب يجتمعون في العراء امام مجمع النقابات المهنيه،  و ستبقى هذه الصور في ذمة التاريخ و في السجل الشخصي للنقباء الذين اتخذوا هذا القرار، و ستبقى النقابات المهنيه و منتسبيها قلعه للحريات و لمقاومة التطبيع و لرفض الاحتلال بغض النظر عن هذا القرار غير الصائب ، و بالمقابل كم سررت لوعي الشباب المؤتمرين حيث ميزوا ما بين النقابات المهنية و تاريخها و موقف هيئاتها العامة من حركات الاصلاح في البلاد و ما بين قرار عابر لمجلس نقباء عتيد.

أضف تعليقك