ما هكذا تورد العيس يا دولة الرئيس

ما هكذا تورد العيس يا دولة الرئيس
الرابط المختصر

دولة الرئيس يقول ان الانتخابات من دون الاخوان منقوصة , ويكررها في اكثر من وسيلة اعلامية حتى أفصحها بفضائية عربية ؛ لتُسمع حتى من به صمم , ولتخرج الرسالة من اطار الجغرافية الاردنية التي ألفنا فيها التودد ومسح الجوخ وشعرة معاوية مع الاخوان, لنجدها اليوم تخرج الى جغرافيا العالمين العربي والدولي ، ولتبصم الحكومة الاردنية على استدعاء الامريكيين والاوروبيين الذين ما فتئوا يطالبوننا بمشاركة الاخوان في الانتخابات ويحذرون من غيابهم .

دولة ابو زهير لا يقول شيئا بلا (حسبة ) دقيقة ، ولا يصر على هذه العبارات الا اذا كان وراء الاكمة شيء , فإما فرش الطريق مقدما ، والتمهيد لأي اجراء سيضمن مشاركة الاخوان لاحقا , او مجاملة الاخوان وضمان وديتهم رغبة من الحكومة بهدنة غير تصعيدية من الاخوان بحق الحكومة التي ستتخذ قرارات صعبة جدا جدا جدا ..الخ على المواطن الاردني , او انها رسالة من العيار الثقيل تحمل معاني ذات تفسيرات متعددة لا تخص الداخل فقط بل تعكس قراءة الرئيس للخارطة المستقبلية ودور الامريكيين والاوروبيين بذلك ؟ .

اصرار الرئيس على ان الانتخابات ستبقى ناقصة من دون الاخوان شهادة حسن سلوك للاخوان وبالوقت نفسه شهادة وفاة للانتخابات والبرلمان القادم . بالتاكيد على عدم أهليته ؟ ولهذا نصارح الملك قبل الرئيس اننا غير مستعدين لخوض انتخابات مطعونة منذ البداية ويشوبها عيب ونقص وبدليل قول الرئيس " نخاطب الملك الذي بحّ صوته ونقول كيف نمضي بانتخابات يعترف صاحب السلطة التنفيذية بأنها عرجاء بلهاء اصابها الجفاف والسقم ... لماذا اصلا نخوضها ونشغل البلد بها ، ونخسر ونخرج ارحامنا وكهولنا ونحن نعرف ان المجلس القادم سيحل قريبا بالضبط كما يفكر ويعتقد الاخوان، وان ما يتم مجرد تمثيلية ضحيتها المسكين المغلوب على أمره المواطن ؟؟ .

إذا اراد الاخوان المشاركة ، ورأت الحكومة انه لا مناص من مشاركتهم فلماذا لا نفعلها ونريح انفسنا جميعا بدل تلك الالغاز والالغام والرسائل المتناقضة التي اثقلت كاهل السياسة الوطنية وجعلتها أشبه بالمراهقة المتسلطة لا نعرف فيها رؤوسنا من اقدامنا ، ولا نثق بمن حولنا فبدأنا عصر الغربة التي تعرفون خطورة نتائجها ؟؟ .

للأسف الشديد اننا لا نعرف كيف نخرج , تورطنا اقتصاديا بسياسات الفساد والكذب والارقام المزيفة التي زجت لصندوق النقد الدولي ففرض علينا اجراءات قاسية؛ لأنها بنيت على زيف ارقامنا . لماذا التلاعب بالمواقف والعبارات , ولماذا لا نقول" أي مصلحة الوطن بانتخابات او من دون انتخابات , بالاخوان او من دون الاخوان ؟ هل من المصلحة اشراك الاخوان بأية وسيلة , وهل هناك ما يمكننا من ذلك , والجواب سهل فنحن نطوِّع القوانين دستوريا بالشكل الذي نريد وكأنه معجونة اطفال نشكلها كيفما نشاء ، ونبدأ بالطلب من المحكمة الدستورية البت في دستورية القائمة التي اقرها قانون الانتخاب ؟ فمن السهل على اي مترشح للنيابة وبعد النتائج ان يطعن بدستورية القانون بأكمله , وتجنبا لذلك يمكن استغلال الماده 68 من الدستور وبالتالي اعطاء المجال للمحكمة الدستورية لإبطال القانون واعادته لمجلس النواب الذي من الطبيعي ان يعود لعمله اذا لم تُجرَ الانتخابات خلال فترة الاربعة اشهر الاخيرة والمعلنة بالارادة . ويمكن اعادة مجلس النواب بالاعتماد على المادة 74 من الدستور التي تؤكد على عدم حل مجلس النواب الجديد للأسباب نفسها التي حل بها المجلس الذي سبقه ، ونحن في الاردن شهدنا حلّ المجلسين الخامس عشر والسادس عشر وللأسباب نفسها.

أو اللجوء للمادة 68 من الدستور التي تنص على اجراء الانتخابات في الاربعة اشهر الاخيرة من عمر المجلس بحيث لا يكون هناك فراغ دستوري بحل المجلس, حيث اشترط الدستور في حالة تاخير الانتخابات بقاء المجلس قائما .

ما فعلناه وللأسف حلّ المجلس وحلّت الحكومة بعده باسبوع وهماعنصران هامان خاصة وان مجلس الاعيان جُمدت جلساته إلى حين خروج مجلس النواب ، فأي فراغ دستوري صنعناه بايدينا .

تناقض قانون الانتخاب الذي أقر للوزراء والاعيان ,وآخرين وحسب المادة 11 تقديم استقالتهم قبل مدة 60 يوما من تاريخ الترشح لنجد انه ناقض نص الفقرة 3 من المادة 74 من الدستور التي اشارت الى تاريخ الانتخاب وليس الترشح. وهذا وحده يبطل القانون .

أما التناقض الآخر فيكمن في وجود القائمة الوطنية وروح المادة 67 من الدستور التي اقرت بالانتخاب العام والسري والمباشر, أليست هناك مخالفة دستورية .؟ وهذه هي المادة التي اعتمدتها المحكمة الدستورية في مصر عام 1984 وحكمت ببطلان الانتخابات تلك السنة .

يا دولة الرئيس نحن نريد ان يشارك الاخوان بالضبط كما هو الحال بقية الاحزاب والتيارات والحراكات من قبلها , لكن ألا تعتقد بأن اسلوب الترضية اصبح لا فائدة منه بعد خطبة الملك قبل العيد , وان الاحزاب والاغلبية الصامتة التي تحدّت كل التناقضات وهبت للتسجيل ؟ الا ترى انها تستحق أن نقتدي بموقفها ونمضي للامام ؟ كفانا وقوفا وترددا وكفانا الضرب على المفاصل , نريد عنبا لا (مقاتلة ) الناطور .

العرب اليوم

أضف تعليقك