ما بعد الانتخابات

ما بعد الانتخابات
الرابط المختصر

تشتد المنافسة، نتقارب، نتباعد، قد تنشأ بعض المنازعات بين المؤازرين، إلا أننا سريعا ما نتصافى، هذا طبع الأردنيين وهذا ما يحصل في كل انتخابات، لكنها تكون أكثر حدة في الإنتخابات البلدية وخاصة على مقعد الرئاسة، ولكنها أيضا وبكل الأحوال ( أعني الإنتخابات ) مدرسة لها أصولها وقوانينها غير المكتوبة، ولها من يتفنن في إدارتها عن قرب أو عن بعد فيؤثر في نتائجها سلبا أو إيجابا دون أن يبدو معنيا بنتائجها، لكنها في النهاية إما أن تكون رحمة لمن لم يفز ولعنة لمن فاز أو العكس، فقد يكون سوء حظ أحدهم هو ما أوصله لمقعد رئاسة البلدية وهو ذات الحظ الذي لم يوصل آخر فنرى خسارة فائز الإنتخاب في سوء الإدارة وفي محاباة من إعتقد بأنهم من أوصلوه للموقع بل وفي فشل ذريع بكل مهام البلدية.

بكل الأحوال لا بد من تهنئة من فازوا بمقعد العضوية أو الرئاسة في كل بلديات المملكة، وبنفس الوقت لا بد من تقديم الشكر كل الشكر لمن قدم نفسه لخدمة مدينته وقريته من خلال ترشحه، ولا أقول هنا لم يحالفه الحظ، فقد يكون محظوظا بأن بقي خارج مهمة كان يتوقع نفسه فارسا لها، قد لا ينجح في أدائها. ما أود قوله في هذا المجال أن أسباب وأساليب الوصول إلى الموقع لن تكون بحال من الأحوال كفيلة بالنجاح في أداء المهمة، وهنا يكمن التحدي الأكبر لمن نجحوا في الإنتخابات بأن يتواصل نجاحهم بأداء مميز وعمل دؤوب، وأما من لم توصله الإنتخابات وكان قد أعد خططا لخدمة مدينته فعليه أن لا يبخل باقتراحها على من تحمل المسؤولية، ولعلي لا أذيع سرا إن بحت بسعادتي الغامرة عندما دخلت مكتب رئيس البلدية مباركا بنجاح من نافسته على الموقع في انتخابات سابقة، إذ وجدته يقلب برنامجي الإنتخابي عله يجد فيه ما يفيد.

يعلم الجميع بأن غالبية بلديات المملكة إن لم نقل جميعها، تعاني من سوء أوضاعها، فهي مثقلة بالديون التي كان سببها الرئيسي التوظيف العشوائي من قبل مجالس منتخبة سابقة أو لجان مؤقتة ومعظم ميزانياتها تذهب كرواتب موظفين لا حاجة لها بخدماتهم وهم في غالب الأحيان منقطعون عن الدوام ولا يعرفون من البلدية سوى الراتب نهاية كل شهر، ناهيك عن الترهل الإداري والفساد الذي حاق ببعض البلديات مما جعلها عاجزة عن تقديم أبسط الخدمات للمواطنين الذين لم تعد أحلامهم تتعدى نظافة الشوارع والأحياء. علينا والحالة هذه، الإعتراف بداية بهذا الوضع، لتتكاتف جهود الجميع حكومة ومجالس بلدية ومواطنين للتخلص من تلك الحالة سيما وأننا أمام صفحة جديدة من عمر البلديات بدأت بانتخابات لم يثبت عكس نزاهتها لغاية الآن، إن البلديات بحاجة إلى دعم استثنائي من موازنة الدولة وبحاجة لدعم المواطنين بالمبادرة بتسديد ما عليهم من مستحقات مالية وبحاجة لعمل مخلص دؤوب ممن حملهم المواطنون مسؤولية الأمانة.

الرأي

أضف تعليقك