ماذا في جعبة كيري؟!

ماذا في جعبة كيري؟!
الرابط المختصر

يجمع المتابعون لحراك وزير الخارجية الاميركية، جون كيري، بأن الرجل يحمل في حقيبته مقترحات محددة لاستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل ..

وأن هذه المقترحات لا ترقى الى مستوى الحل السياسي للصراع، وتصب في كسر حالة الجمود، ودفع الطرفين الى العودة الى المفاوضات المباشرة.

المتابعون هؤلاء يستندون في توقعاتهم الى جملة وقائع ابرزها: عودة كيري الى المنطقة في جولة جديدة؛ هي الخامسة منذ ان تولى رئاسة الدبلوماسية الاميركية، وسبق أن أجل هذه الدولة عدة أيام، وهذا يؤكد ان الرجل لم يحزم حقائبه، ويأتي الى المنطقة، لولا وجود مؤشرات لدى الطرفين بالموافقة على مقترحاته تدفعه للحضور .

هذه المقترحات التي ذكرتها الصحف الاسرائيلية، تقوم على اغراء الفلسطينين، أو بالأحرى الضغط عليهم للعودة الى المفاوضات، من خلال اطلاق سراح عدد من قدماء الاسرى الفلسطينين، ممن اعتقلوا قبل “اوسلو” ومضى على اعتقالهم أكثر من “25”عاما، ويعاني أكثرهم من امراض خطيرة، واعلان اسرائيل التوقف عن الاستيطان خارج التجمعات الاستيطانية الكبيرة، لمدة ثلاثة اشهر، على ان يرافق ذلك عدم اشتراط السلطة الفلسطينية اقامة الدولة بحدود الرابع من حزيران 67، كما أكد ذلك صراحة ودون غموض، نائب وزير الدفاع الاسرائيلي دان دانون.

يضاف الى ذلك ما سبق وأعلن عنه كيري على هامش لقاءاته مع الرئيسين الفلسطيني والاسرائيلي؛ خلال انعقاد مؤتمر البحر الميت- دافوس، بتقديم اربعة مليارات دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني، وهذه الخطوة تؤكد أن الرجل يتنبى مشروع نتنياهو “ للسلام الاقتصادي” .. وهو في صلبه يهدف الى حرف الصراع عن مجراه الرئيس، كصراع سياسي على الارض ، واستغلال اوضاع الشعب الفلسطيني البائسة، واوضاع السلطة المالية المفلسة، ما يشكل وسيلة ضغط لااخلاقية للاستجابة للشروط الاميركية – الاسرائيلية..

المسؤولون الفلسطينيون وعلى رأسهم كبير المفاوضين صائب عريقات، اعلنوا رفضهم “للسلام الاقتصادي “ وأكدوا أن لا بد من حل شامل... يقوم على وقف الاستيطان واطلاق سراح الاسرى والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران.

حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير كانت اكثر وضوحا وعمقا، حينما دعت الوزير الاميركي ان يخرج من الحلقة المفرغة التي يدور فيها، ويعلن ادانته للاستيطان والمطالبه بوقفه فورا، بعد أن ثبت ان اسرائيل تهدف الى احراج كيري وافشال مهمته؛ باعلانها عن اقامة وحدات سكنية في القدس العربية المحتلة عشية زيارته للمنطقة.

وبكلمات اكثر وضوحا في حديث لتلفزيون “البي .بي.سي” دعت الوزير الاميركي إلى ضرورة مواجهة التصريحات والاجراءات الاسرائيلية مواجهة صريحة، والتي تؤكد رفض اسرائيل اقامة الدولة الفلسطينية .

باختصار... تكثيف زيارات رئيس الدبلوماسية الاميركية للمنطقة، تؤكد ان الرجل يحمل مقترحات محددة لكسر الجمود، والضغط على الطرف الفلسطيني بالعودة الى طاولة المفاوضات، مستغلا الاوضاع الفلسطينية الصعبة، والانقسامات العربية؛ ما يفرض على القيادة الفلسطينية التمسك بموقفها، حتى لا تسقط في الفح الاميركي

الدستور

أضف تعليقك