مؤتمر "الرذيلة".. الكرة في ملعبك يا دولة الرئيس

 

 

منعاً للفضيحة وحفظاً لماء وجه الحكومة، قام اليوم محافظ العاصمة مشكوراً بمنع وزير الأوقاف من رعاية "مؤتمر مكافحة الرذيلة" الذي كان ينوي عقده يوم السبت المقبل في مجمع النقابات المهنية برعاية حكومية رسمية...

 

المصيبة هي أن وزير الأوقاف لا زال يدافع عن هذا المؤتمر وعمن يقف وراءه، بل وصرح معاليه للصحافة اليوم بعد قرار المنع بأن هذا المؤتمر:

 

"هدفه نبيل ويتمثل بتعزيز القيم ونشر رسائل الاسلام السمحة حول تعزيز قيم الاخلاق وإيجاد بيئة تثقيفية ذات تأثير إيجابي في بناء شخصية أفراد المجتمع لترسيخ مفهوم الفضيلة ونبذ مفهوم الرذيلة بكافة أشكالها "

 

إسمعوا بالله عليكم أين وصل بنا الحال!!

 

وزير الأوقاف في حكومة عمر الرزاز يكيل المديح على المؤتمر سيء الذكر، مع أنه يعلم علم اليقين أن "جمعية أنصار الفضيلة" المنظمة لهذا المؤتمر لا هدف لها في هذه الدنيا سوى نشر الفكر المتشدد في المجتمع الأردني وملاحقة المواطنين في المحاكم بقضايا كيدية ومحاربة الموسيقى والغناء وكافة أشكال الفنون – ما عدا أناشيد صليل الصوارم طبعاً لأنها تتماشى مع فتوى دائرة الإفتاء في تحريم الموسيقى واستعمال الآلات الموسيقية...

 

وزير الأوقاف المحترم يعلم علم اليقين أيضاً أن هذه الجمعية نشرت على صفحتها في العاشر من حزيران الماضي منشوراً تتهم فيه بكل صلافة ووقاحة مهرجان جرش للثقافة والفنون بأنه هو السبب الذي أدى إلى التفجيرات الإرهابية في الفحيص والسلط في الصيف الماضي، والتي ذهب ضحيتها ستة شهداء من قواتنا الأمنية البواسل. 

 

نعم أيها السادة، وزير أوقافنا يؤيد ويتفق مع "أنصار الفضيلة" ويشد على أيديهم بأن مهرجان جرش هو مهرجان للرذيلة والفسق والمجون كما تصفه صفحتهم ومنشوراتهم، بل وأن المهرجان هو سبب الإجرام الداعشي الذي أودى بحياة شهدائنا ورمّل زوجاتهم ويتّم أبنائهم...

 

ولذلك أدعو رئيس الوزراء عمر الرزاز أن يخرج عن صمته وأن يصرح للشعب الأردني إذا كان دولته يتفق مع وزير أوقافه المؤيد لجمعية أنصار الفضيلة بأن مهرجان جرش هو مهرجان للرذيلة وسبب للإرهاب في الأردن...

 

أما إذا كان رئيس الوزراء لا يتفق مع هذه الإهانة والشتيمة بحق الأردنيين والأردنيات الذين يصلون الليل بالنهار لتنظيم هذا المهرجان وإنجاح هذه الظاهرة الحضارية المشرقة، فيتوجب على دولته أن يطلب من وزير أوقافه بأن يستقيل وأن يغادر حكومته على الفور...

 

الكرة في ملعبك يا دولة الرئيس لكي تتخذ موقفاً حاسماً من هذه القضية، وإلا فإني أنصحك بأن تطيل لحيتك وتحف شاربك وتأتي إلى اجتماعات مجلس الوزراء بسروال قصير بعد أن تربي "زبيبة" بنفسجية على جبينك من أثر السجود!!

أضف تعليقك