لِمَ نُهاجم الأطراف في مصر ؟

لِمَ نُهاجم الأطراف في مصر ؟
الرابط المختصر

خطأ استراتيجي ان نتدخل او نقحم انفسنا بمواقف متحيزة لطرف على حساب طرف في الازمة المصرية، أو ان نبالغ او نبخس حق أحد على حساب أحد ، فالرئيس مرسي كان بالأمس رئيسا للجمهورية، واليوم تحت الإقامة الجبرية ، ولا ندري اليوم ماذا سيجري غدا ، فهذا قرار المصريين الذين سيقررون مصيرهم بأيديهم .

المشهد المصري غير واضح المعالم، وان النهاية ورغم كل الاجراءات التي تمت ما زالت محط التشكيك ، فكما رفض المصريون جميعا عمل الاخوان بالقاء الشباب من عن أسطح المباني، رفض لمصريون ايضا مقتل 51 شابًا في مقر الحرس الجمهوري ! وكما نجّح المصريون الدكتور مرسي رئيسًا ، فإن الشعب أيضا تحشد ورفض مرسي وأقاله بأيدي العسكر .

ليس من مصلحتنا الأردنية ولا العربية، ولا هي من أخلاق الدين أن يستغل بعضهم ما يجري ليُحرّض على التدمير ويساعد على الصراع وخلق الفوضى، كما يفعل بعض قيادات الإخوان في الأردن ، وكذلك لا يجوز لوسائل الاعلام الحكومية أو المحسوبة عليها الجنوح باتجاه مواقف معادية للتيار الاسلامي وبشكل نحن غير مجبرين عليه ولا يؤدي لنا مصلحة اردنية ، فمرسي والإخوان ما زالوا قوة ضاربة في مصر، ووجودهم أمر أساسي في أية تشكيلة حكومية، أو رئاسية أو إدارية قادمة، وما زال مرسي رئيسًا شرعيًا بنظر أعوانه، ورئيسًا مخلوعًا بنظر المعارضين.

موقفنا الأردني يعني الإبقاء على دورنا الإصلاحي التوفيقي المعالج للأزمات والأحداث الذي يقف مع الأوطان العربية بشعوبها وأنظمتها المستقرة، مصلحتنا البقاء مع الأمة، نتبنى مواقف الجمع واللحمة، من دون التدخل بشؤون الغير أو التأثير في حياتهم أو الإساءة لهم .

إسقاط موقف الإخوان في مصر على مواقف الإخوان في الأردن لا يمكن أن يكون مبررًا لنا بأن نفرق بين أبناء الشعب المصري، فنحن في الاردن قادرون بان نتعامل مع المواقف الداخلية وفق القوانين وقواعد الدستور ، وها هم الاخوان في الاردن ينظرون الى خارطة طريق جديده تبنى على ثوابت المرحلة التي بينت لهم ضرورة الانغماس بالمجتمع بمؤسساته، وان يكونوا مشاركين لا متفرجين ، فهذا مقصد الديمقراطية التي يحاولون دائما المناداة بها

ثوابت الاردن ورؤياه الثاقبة جعلتنا ننصح الرئيس الراحل عبدالناصر في حرب الـ1967 وجعلتنا ننصح الرئيس الراحل انور السادات بموقف عربي واحد في العملية السلمية عام 1978، وجعلتنا نطلب من الرئيس السوري استيعاب الاحزاب والحركات والتيارات قبل ان تتوسع لعبة الامم ، جعلتنا نثبت القضية الفلسطينية على برنامج العالم كاولوية مطلقة . جعلتنا نعض على (الآخ) بالنواجض من دون ان نقفل ابوابنا بوجه اشقائنا ، جعلنا نحمي 650 كم من الحدود مع العدو الاسرائيلي وندفع بذلك ثمنا غاليا، من رفاهنا وسبل عيشنا من دون ان نشعر احدا او نتيه على احد ، جعلنا نفتح حدودنا الشمالية لنستقبل ما يزيد على خمس سكان الاردن نشاركهم ماءنا وغذاءنا من دون أُف او منّية ، جعلتنا نحافظ على الخليج ونضع انفسنا بمواجهة كل من يهدد امنه ، جعلتنا نقف مع العراق لادراكنا مخطط الدولة الفارسية ، جعلتنا ..وجعلتنا

نحن لنا اراء ولنا دلالات ولنا رؤى نحكم فيها على الازمة وما تبعها من احداث ، ولنا خبرة في تقدير الغث من السمين، الصواب من الخطأ، وهذا حق مشروع ان تكون جزءا من عالمك تقدر وتقوّم وتحكم على المستقبل من خلال ما يجري من معطيات وتداخل الكثير من المتغيرات . ولكن الجنوح بالاراء والتحيز غير المنضبط كما نشاهده في بعض وسائل الاعلام الاردنية لا مبرر له ولا يصب بالمصلحة الوطنية ولا يراعي ان الاخوان في مصر ايضا جزء من الشعب المصري وصلوا دفة الحكم فحكموا .

العرب اليوم

أضف تعليقك