ليلة القبض على الفساد

ليلة القبض على الفساد

توقعت أن يخرج رئيس الوزراء ووزراء الاشغال العامة والمياه والبلديات..، وأمين عمان وامين سلطة المياه، وكل المسؤولين عن ما جرى أمس ليقولوا للشعب الاردني "نحن نأسف لما حصل وفعلا انكشفنا..".

انكشفنا بأن كذبة البنية التحية لم تعد تنطلي على احد، وأن كل ما تغنينا به من شوارع وانفاق ومشاريع للصرف الصحي وتصريف المياه لم تكن سوى مشاريع كرتونية ذابت مع اول خمس ساعات امطار، والحجة الدائمة "اننا تفاجأنا..".

يوم أمس، كنا ساحة تندر ليس فقط عبر وسائل الاعلام المحلية، ولا مواقع التواصل الاجتماعي، بل وصلت فضيحتنا الى وسائل الاعلام العالمية، واصبح "اعصار وضحى.." نكتة العالم.

تبادل مسؤولونا الاتهامات، فامانة عمان قصفت على سلطة المياه او اسم الدلع "مياهنا"، وحملتها مسؤولية ما حدث، و"مياهنا" ردت بنفس الاتهامات، لكن الضحية في الاول والاخير المواطن، الذي استيقظ والمياه تغمر منزله، او ذهب الى شارع المدينة فغرق في نفق الواحة، او وصل الى صويلح فوقع في بركة مياه تحت الجسر، او قدم من الزرقاء فغرق تحت جسر المحطة.

أمانة عمان التي تجني عشرات الضرائب من المواطنين، ولا تقدم خدمة محترمة في النظافة، ولا في توصيل الخدمات، وبعد ذلك تشكو من عجز بالملايين في موازنتها، وقفت عاجزة امس امام الامطار، ولا ندري ماذا ستفعل في الايام المقبلة امام الضيف الابيض وذوبانه.

نتحدث عن امانة عمان بسياساتها وقراراتها في الطبقات العليا، ولا نتحدث عن عامل الوطن، والموظفين الذي يداومون عشرات الساعات في الشوارع وتحت الامطار، وبالظروف الصعبة، فلهؤلاء كل التحية والتقدير.

ليست امانة عمان لوحدها المسؤولة، فهناك جهات حكومية اخرى انكشفت مع اول شتوة "محرزة"، ومن اليوم لن نصدق التقارير والريبورتاجات المصورة عن مدى الجاهزية التي تتمتع بها امانة عمان ولا وزارة الاشغال، ولا شركة مياهنا، لمواجهة اي ظرف طارئ.

من اليوم سوف نرفع الصوت عاليا لمحاسبة المتسببين في زيادة مديونيتنا الى 20 مليارا، والارقام في حالة تضخم مستمر، لاننا لن نصدق بعد اليوم أن كل هذه المليارات ذهبت في بطن الارض لبناء البنية التحتية الشمعية، التي ذابت امس وكشفت عوراتنا.

أمطار غزيرة وغير متوقعة، صحيح، وهذه من نعم الله علينا، حتى نقلل من الشكوى من شح المياه، ومن وصول السدود الى الخطوط الحمراء، لكن هذه الامطار مثلما فتحت جراح شوراعنا ومشاريع تصريف المياه، فتحت الاعين اكثر على ملفات الفساد، التي يبدو انها اكثر مما نتوقع، وذلك حسب ما يتم الكشف عنه يوميا من قبل هيئة مكافحة الفساد.

العرب اليوم

أضف تعليقك