ليس من أجل البنزين والسكر!

ليس من أجل البنزين والسكر!
الرابط المختصر

يا ألله كم أثبت المسؤولون الأردنيون الحكوميون أنهم بعيدون بعيدون بعيدون عن شعبنا الطيب!

عندما أطل وزراء ثلاثة في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء تخيلنا أنهم جاؤوا بـ"الذيب" من ذيله، ولكنهم نسوا أن لدينا الكرك و"ذيبان"! كان ما تمخض عنه لقاء مجلس الوزراء هو تقديم تخفيضات في أسعار البنزين ودعم بعض السلع، وعرض مبتذل بوظائف يتم تخصيصها للمناطق النائية. وكأن مشكلة المواطن الأردني تنتهي تماماً ضمن هذه الحدود!

هذا تقزيم للمسألة واختزال مخلّ وتقليل من شأن المواطن الأردني وضعف كبير في فهمه.

الأردني المكفهر الوجه، حفيد ميشع، ونسل عمون، وابن عم صايل الشهوان ومجير هبوب الريح، لم يصل إلى مرحلة التفكير بالمسيرات إلا بعد أن فاض به الكيل. ليس فقط بسبب الفقر والغلاء والبطالة، ولكن كذلك بسبب القهر وقلة الحيلة وغياب الصوت وانسداد الطرق، وضياع الثقة.

المسألة أعمق بكثير من السكر والزيت وبنزين 90، بل وحتى أكبر من أية زيادة في الرواتب أو أية وظائف. كيف نتوقع من المواطن أن يشد حزامه على بطنه فيما هو يرى مئات الملايين التي تم إهدارها في صفقات مثل أمنية والكازينو وموارد، ويرى أن مديونيتنا ارتفعت بشكل فلكي رغم كل ما باعه ساسة القوم من أملاك الوطن وأراضيه؟

بل وكيف نتوقع من المواطن أن يبقى صامتاً وهو يرى من انتخبهم ضمن القانون المشوّه وهم يشوهون إرادته ويمنحون رئيس الوزراء ثقة لا تعبر عن حقيقة ثقة المواطنين به؟ أتحدى أياً كان على استفتاء يجرى بشكل مباشر حول شعبية رئيس الوزراء، وأتمنى عندها أن يفسر لنا الرسميون الفروق بين الاستفتاء وثقة النواب! بل فليسفيروا على الأقل الفرق بين شعبية الرئيس في استطلاع رأي مركز دراسات الجامعة الأردنية من ناحية، وثقة 111 نائباً من ناحية أخرى. هل يمثل هؤلاء فعلاً الشعب الذي انتخبهم؟

إن المواطن يريد قانون انتخاب يعبر عنه حقيقة، لا ذاك الذي يضعه في أضيق الزوايا ويجبره على التصويت بالطريقة التي لا تخدمه بتاتاً! وإليكم ما أنتجت!

أيها السادة، يا من لم بتفهمونا بعد، خذوا السكر كله، والرز معه، وارفعوا البنزين والكاز، واقسموا من خبز أولادنا ولن نظهر إلا الرضى، واقتطعوا من حليب أطفالنا، ولكن بيد رجال نثق بقدرتهم وبنزاهتهم، ونشارك نحن باختيارهم، ونعبر المحن معاً، باختيارنا وبرضانا لا بمحاولة استغفالنا والالتفاف علينا، فذلك لعمركم لن ينجح!

الأردنيون يخرجون الجمعة، لا للسكر والبنزين، ولكن للكرامة!

* مدير تحرير موقع الاردن

أضف تعليقك