لماذا نتشفى بخسارة البعض لكأس العالم؟!

لماذا نتشفى بخسارة البعض لكأس العالم؟!
الرابط المختصر

يحزن كثيرون لخروج الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا من مونديال جنوب افريقيا فالذاكرة الانسانية حملت وتحمل صورا سوداء عن ماضي هذه الدول وعن حاضرها وحتى عن مستقبلها كدول استعمارية ارتكبت عشرات المجازر ومارست في مستعمراتها أبشع الفظائع وشنت حروب إبادة على شعوب الارض التي تعيش في أوطانها خارج أوروبا وخارج الولايات المتحدة. ومن المؤكد ان الشعوب في قارتي آسيا وافريقيا وفي امريكا الجنوبية صلت طويلا من أجل فوز احد اقطارها بكأس المونديال، وحقيقة كهذه تؤكد ان الشعوب والامم لا تستطيع ان تسقط من ذاكرتها صورة واحدة من آلاف الصور البشعة والدموية التي خلفتها قوى الاستعمار وقوى القتل وقوى النهب وقوى الغزو، الامر الذي يؤكد ان ثأرا راسخا في القلوب والعقول لا يمكن ان ينطفىء او يزول.

والكثيرون يعرفون ان غالبية الدول الاوروبية كانت دولا استعمارية تشن حروبها على الاخرين وتفتك بمئات الالاف وحتى الملايين من سكان بقية العالم. حتى الدانمرك والسويد وبلجيكا واسبانيا ارسلت جيوشها واساطيلها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لاذلال الشعوب والسيطرة على قراراتها ومقدراتها وثرواتها ولتحبط تطلعاتها وخياراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير عابئة بأية رسالة سماوية ولا بأية قيم ومبادىء ارضية، ثم تجد تلك العواصم البغيضة الجرأة لتسأل: لماذا يكرهنا اولئك الناس دون ان تجرؤ على طرح السؤال الاكثر أهمية: لماذا يجبوننا وقد ارتكبنا ضدهم ما ارتكبنا وما زلنا نتعامل معهم كبشر لا يستحقون الخير والحرية والكرامة وسوى هذه الكثير.

في تغطية شملت غالبية دول العالم ثبت ان أعلام المشاركين في مونديال جنوب افريقيا رفعت الا العلم الامريكي، وانني واثق انه في الوطن العربي والعالم الاسلامي وفي افريقيا وامريكا الجنوبية لم يرفع علم بريطاني او علم فرنسي او علم ايطالي. بسبب تاريخ اصحاب هذه الاعلام معنا نحن ضحايا الاستعمار وضحايا الغزو وضحايا النهب وضحايا الكراهية والعنصرية. وذهبت الغالبية الى رفع أعلام دول لا نشعر نحوها بالكراهية مثل البرتغال والبرازيل والمانيا، رغم ان الدولة الاولى عاثت في افريقيا نهبا وافقارا وقتلا، ولكن هذه الجرائم ظهرت صغيرة امام ما ارتكبته الولايات المتحدة ودول اوروبية كثيرة ما تزال حتى اللحظة تتعامل معنا بعنصرية لعل ابرز مظاهرها ما حدث للعراق ولبنان وافغانستان وفلسطين ودول اخرى عانت وما تزال تعاني من آثار الحقبة الاستعمارية القديمة والمستمرة.

[email protected]

الراي

أضف تعليقك