لماذا الخبز؟ (خبز, حريه ,عداله اجتماعيه )

لماذا الخبز؟ (خبز, حريه ,عداله اجتماعيه )
الرابط المختصر

زمت الحكومه على رفع اسعار الخبز مدعيه ان ذلك طريق اجباري لتخفيض العجز جرى الالتزام به لصندوق النقد الدولي من قبل الحكومات المتعاقبه. لكننا بالمقابل نسمع ونقرأ من العديد من بيوتات الخبرة والمستشارين والنشطاء السياسين ان هناك مخارج ماليه وبنود في الميزانيه الحاليه للدوله يمكن من خلالها تفادي رفع سعر الخبز وتوفير ذلك المبلغ من المال.

صديقي المواطن ... تعال سويا لنتحاور ولنقارب لماذا تمضي الحكومه بقرارها وهي تعلم اهميه الخبز (او على الأقل البعض منها يعرف ذلك). لا نأتي بجديد عندما نقول ان الخبز، وتمكين الفئات المهمشه والفقيرة والمتوسطه من الوصول إليه وبالسعر المناسب، هو احد أهم مكونات الامن الغذائي وبالتالي الاجتماعي. اننا نتحدث عن الخبز ولا نتحدث عن اللحمه ولا عن صنوف الغذاء الفاخرة ولا المستوردة، انه طعام الشعب وشرائحه الواسعه، إذ يكفي لأي قارىء ان يطلع على احصائيات الفقر عندنا ليجد ان العديد من الشرائح المهمشه طعامها الخبز والشاي ان وجدا! فلماذا الاصرار على الخبز الان؟؟؟

هل هناك عاقل يقف خلف قرار رفع سعر الخبز؟؟؟ والوطن في ازمات اقتصاديه واجتماعيه محتدمه... وسط محيط اقليمي تقرع فيه طبول الحروب الطائفيه والمذهبيه؟؟؟ وسوريا الشعب ودمشق الحضارة مهددة بالدمار، وضمير الامه فلسطين على مائده التصفية، ومصر تنزف، والعراق يتمزق. على الرغم من كل هذه المخاطر، يطل علينا عبقري (اقصد المؤسسه وليس الفرد فقط) في المركز الامني السياسي الحاكم ثقافته وعاداته مرتبطه بالبطاقات الذكيه, وكل امواله اموال بلاستيكيه (ربطا ببطاقات الائتمان) ويعتقد ان الخبز حاله من حال السجائر او غيرها من السلع. ذلك العبقري يعطي الاولويه للملفات الاقليميه ويتعامل بهامشيه مع الملفات الداخليه. ولا مانع لديه من إنفاق ثلاثين مليون لإعداد البطاقات!

لكني ادعي واعتقد ان الخلفيه التي تقف وراء قرار الحكومه رفع سعر الخبز ليس فقط السعي المزعوم لتخفيض العجز المالي والالتزام بالتوافقات مع صندوق النقد الدولي، وليست موقفا طبقيا فقط، بل المستهدف هو شعار (خبز، حريه، عداله اجتماعيه). هذا الشعار الذي رفعه الحراك الشعبي الاردني على امتداد الوطن, بادية وقرى ومدن ومخيمات وعاصمة. فمنذ ذلك التاريخ تقدم الرغيف المشهد وتحته نداء ( اين انت يا عزيزي ).

وأجتهد الآن ان هذا الشعار هو المستهدف بصفته معبرا عن الوعي الجمعي للناس وعن مطالبتهم بالكرامه. حق الناس بمجتمع المواطنه والكرامه والحريه والعداله هو المستهدف بالقرار... وعي الناس وامكانيه التأسيس لثورة الشباب والنساء هو المستهدف. تلك الروح الوثابه التي انطلقت في 14\1\2011 هي المستهدفه بالقرار... امعاء المهمشين من الناس ومنع تشكل وعيهم ضد الظلم هو المستهدف بالقرار... يعتقد المركز الامني السياسي انه اجهز على الناس وعلى الحراك، وعليه فإن تفكير ذلك العبقري يتجه الى اهانه الناس في قوتهم وكرامتهم، وتكسير وعيهم بأهمية التنظيم وحقهم بالتظاهر. نعم إنهم يعتقدون ذلك لأن الانكار يخيم على عقولهم ... انها ذهنيه المركز الامني السياسي الحاكم. بالختام حديثي موجه لنفسي ورفاقي واصدقائي ولكل ناشط وحراكي: اين نحن من هذه الذهنيه التي تريد اعادة انتاج مجتمع خاضع ريعي مهادن؟ أين نحن من الذهنية التي تعتقد انها اللحظه المناسبه عادة انتاج هيبه الدوله قبل استحقاق الحروب القادمه؟ هذه الوصفة العبقرية التي تعشش في أذهانهم تقوم على الاعتقاد بأن الطريق هو من خلال السلطه الامنيه وكسر كرامه الناس، ولا يرون الطريق من خلال السلطه الاخلاقيه للدوله العادله القادرة.

يعتقد هؤلاء العباقرة إن سلوك هذا التمرين السياسي الامني سيطوي ملفات الفساد الى الابد (وان الناس ستقبل حفار دفار )... أين نحن من ذلك؟

ايها الناس انه الخبز، وخلفه تقع كرامه الشعب، عشقنا لهذا الوطن الجميل يدعونا لأن نرسل لهم رساله واضحة حرة صريحه ( خبز ... حريه ... عدالة اجتماعيه ) طريقنا للحريه والكرامه والاصلاح. من لا يقبل وصفتهم العبقرية وينحاز للناس عليه ان يجعل مع دعائه قليلا من القطران... نعم قليلا من القطران!

أضف تعليقك