لقاء السبت
من الطبيعي أن نرى كل هذا الاهتمام المحلي السياسي والاعلامي ، بلقاء الغد الذي يجمع الحكومة مع حزب جبهة العمل الإسلامي ، وهو الحزب الأكبر في صفوف المعارضة. وتتضاعف أهمية هذا اللقاء الحواري ، الذي يتمتع بمزايا تفاوضية طبيعية ، نظرا لعدة أسباب وظروف ، استدعت أن يتم مثل هذا اللقاء.
نسجل هنا كل التقدير لرئيس الحكومة على قيامه بهذه المبادرة مع المعارضة ، والتقدير ليس لأن الرئيس اجترح مأثرة أردنية جديدة ، بل لأن حدوث مثل هذه اللقاءات تضاءل على الساحة السياسية الأردنية في السنوات القليلة السابقة ، ، مما أسفر عن قلة حجم التفاؤل والمراوحة في أدائنا السياسي ، الأمر الذي كان له تأثير مؤسف على كل صعد الحياة الأردنية ، ، نقدر لسمير الرفاعي رئيس الوزراء هذه المبادرة بدعوة حزب جبهة العمل الاسلامي لحوار حول بعض الملفات الأردنية ، المتعلقة بالاصلاح السياسي ، فهو بهذا يقوم بعملية جراحية ضرورية ، من شأنها في حال نجاحها ، أن تعيد عافية للجسد السياسي الأردني ، وتنعكس آثارها سريعا على مجمل نواحي حياة الناس.
ولا بد من الاعتراف هنا ، بأن حزب جبهة العمل الاسلامي ، عانى بدوره من تراجع ، وانحسار دوره على الساحة السياسية ، حيث عصفت به أزمات قيادة ، عملت على تضييق دائرة مناورته السياسية ، وظهر للمتابع وفي كثير من المواقف ، بالتزامه نهجا تثويريا مناكفا ، بدل النهج التنويري المتناسق مع إيقاع السياسة الرسمية.
لعلها فرصة مناسبة ، يحق للسياسي أن ينتهزها لتحقيق مكاسب ما ، لكن مكاسبه ستكون أكبر لو اتسمت بالحرص على الوطن جميعه ، وليس فقط على ما يتناغم ويتطابق مع أهدافه الحزبية ، التي تضيق إذا كنا نتحدث عن مساحة وهموم وقضايا الوطن والمواطنين ، ومستقبل السفينة الأردنية .
لم يكن طبيعيا أن تختفي اللقاءات على كل المستويات بين الحكومات والمعارضة ، ولن يكون طبيعيا التمترس وراء حصون المناكفات وسياسات الإقصاء والتهميش ، فالمطلوب من الحكومة ومن المعارضة ، أن تستنهضا الحكمة الأردنية الجميلة
الدستور