لا مساواة بين الذكر والأنثى

لا مساواة بين الذكر والأنثى
الرابط المختصر

اختلف المفسرون كثيرا في معنى الآية 36 من سورة آل عمران: (.. وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالانْثَى) لكنهم لم يختلفوا في أن هناك اختلافا واضحا بين الذكر والأنثى ، وقد كنت طيلة الفترة الماضية أعتقد أن هناك شيئا في صدري حيال التفريق بين الذكر والأنثى في مسألة محددة: هي تبعات ارتكاب بعض المعاصي ، وللتوضيح أكثر: كنت آخذ على بعض العائلات اختلاف تصرفها حيال من يرتكب خطأ مع الجنس الآخر ، تبعا لنوع هذا الجنس ، فبعضنا مثلا يتسامح مع الابن البكر حينما يكبر ويبدأ بإنشاء علاقة مع الجنس الآخر ، تخيلوا الولد الذكر حينما يرن هاتفه الخلوي فينتحي ركنا بعيدا للبدء في محادثة هامسة ، هل يثير هذا المشهد نفس ردود الفعل حين تفعله أنثى؟ أعتقد أن رد الفعل سيكون مستهجنا في حالة البنت ، ومتسامحا معه في حالة الولد ، هذا في الأعم الأغلب ، ولكل قاعدة شواذ طبعا،.

فيما يخص ما يسمى جرائم الشرف ، لم نسمع أن أولادا ذكورا قتلوا أخاهم لأنه أقام علاقة مع أنثى ، وكانت الإناث على الدوام هن ضحايا جرائم الشرف ، شخصيا كنت أستنكر مثل هذا السلوك ، وكنت في سري طبعا ، أعتقد أن الذكر كالأنثى في هذا الأمر ، ولكنني اليوم أعود عن هذا الاعتقاد ، بل أشعر بأنني أكثر تفهما للفرق في رد فعل المجتمع على الجريمة ذاتها تبعا لنوع مرتكبها ، جريمة الولد مثلا لا تجر العار للأسرة بنفس القدر الذي تجره جريمة الأنثى ، وليست لها علاقة أبدا باختلاط الأنساب بالنسبة لأسرة الذكر ، أما بالنسبة للأنثى فالأمر يختلف تماما ، وسيبدو هذا الفرق جليا في الحالة التالية: امرأة متزوجة ارتكبت إثم المعاشرة خارج نطاق الزوجية ، ورجل ارتكب نفس الفعل ، تبعات الحالة الأولى كارثية إلى درجة مرعبة: سيبدأ الرجل يشك في بنوة أبنائه ، وسيحتاج كي يرتاح إلى إثبات علمي - كفحص الدي أن إيه - كي يطمئن أن هؤلاء الأولاد من صُلبه هو ، لا من صلب رجال آخرين ، وتخيلوا ماذا يمكن أن يحدث للأسرة في هذه الحالة ، أما حينما يرتكب الرجل هذا الإثم ، فالضرر المتحقق سيكون له شكل معنوي على الزوجة أولا ، التي ستشعر بأن رجلها يخونها مع أخرى ، وستشعر بالمهانة والغيرة لأنه فضل أخرى عليها ، وغير ذلك من مشاعر كلها وجيهة طبعا ، أما الأبناء فسيلحق بهم أيضا أذى نفسي ، لانهيار قدوتهم ومثلهم الأعلى ووقوعه في حبائل امرأة غريبة ، ولكم الآن أن تقيسوا حجم الأذى الذي يلحق بالأسرة في الحالتين ، إن زنى الزوج

- وهو خطأ واضح وبشع وغير مبرر على الإطلاق - أقل ضررا بمرات ومرات من زنى الزوجة ، ففي الحالة الأولى يمكن أن تتسامح الزوجة وتعفو عن زوجها ، أما في الحالة الثانية فحتى لو تسامح الزوج وضبط أعصابه ولم يرتكب "جريمة شرف ،"سيتعين عليه أن يتعايش مع حالة يستحيل التعايش معها ، وهي شعوره أن أبناءه أبناء حرام ، والعياذ بالله،.

أعتقد أن هذا جانب آخر من جوانب الفرق الشاسع بين الذكر والأنثى ، كرسه ديننا الحنيف في جملة من النصوص والأحكام التي تفرق بين الجنسين ، لأنه: ليس الذكر كالأنثى ، حتى في المجال العلمي ، ووفق أحدث الأبحاث ، تبين أن حجم دماغ الرجل أكبر من حجم دماغ المرأة عند نفس العمر ، بعشرة إلى عشرين بالمئة ، وهذه الزيادة عند الرجل في حجم دماغه تجعله مختلفا عن المرأة في الكثير من العمليات الدماغية ، ناهيك عن عشرات الاختلافات بين جسمي الرجل والمرأة ، وهكذا نجد الاختلاف يتجلى في كل شيء بين الذكر والأنثى ، والكلام كثير في هذا الباب ، لمن يريد أن يستزيد،.

أنا لا أريد أن أعادي المرأة أو أن أستفزها ، أو أبرر جرائم الرجل ، فهي أجمل مخلوقات الله على الإطلاق ، ولكن علينا أن نعرف ونؤمن بعمق أنه.. ليس الذكر كالأنثى ، تصحيحا لبعض المفاهيم المطلقة عن المساواة بين الجنسين،.

أضف تعليقك