قليل من الدم..كثير من التغيير
بعد هذا اليوم ليس لأحد من أفراد الشعب العربي أو المسلم ، أو أي شعب آخر أن يقول أنه ليس بوسعه أن يفعل شيئا ، بعد ما اجترحه الناشطون العزل في حملة أسطول الحرية من زلزال أصاب أركان الدنيا الأربعة ، لم يعد ثمة مبرر لأي مجموعة من الناس أن تدعي أن العين بصيرة واليد قصيرة ، فالكف ناطحت المخرز وجرحته ، خلافا لما استقر في الوجدان الشعبي القائل إن الكف ما بتناطح المخرز،.
مجموعة من الناس لا يصل عددهم الألف ، جروا قيادة العالم كلها للهاث وراءهم: مجلس الأمن يجتمع ، حلف الناتو يتدارس الأمر ، دول تقطع علاقاتها مع إسرئيل ، معبر رفح يفتح أبوابه بأمر مباشر من الرئيس مبارك ، عودة ملف حصار غزة المنسي إلى واجهة الأحداث ، سيل عرم من الإدانات والشجب والشتم لإسرائيل ، تظاهرات شعبية واحتجاجات في معظم دول العالم ، انتفاضة دولية ضد العدو ، تعيد إلينا صورة الانتفاضة الكبرى والتضامن الدولي المساند لها ، إنه الدم الذي سال في الأبيض المتوسط ، فلوّن الأفق الكوني بأحمره القاني ، دم قليل جر كل هذا الهدير ، إنها مفردات ومصطلحات ومفاهيم جديدة في الصراع في مواجهة هذا العدو ، دم قليل لون البحر الأبيض بأكمله فضرب شواطىء العالم ، وأيقظ ضمائر تيبست وعروقا جف فيها النبض،.
العالم كله يلهث الآن وراء ما أحدثه هؤلاء الناشطون المباركون ، بعاصفتهم الكونية ، بعد أن اجترحوا ما يشبه المعجزة ، إنها الموجة الأولى من التغيير ، ولن تقف عند هذا الحد ، هي بداية تصدع جدار الصمت والغطرسة الصهيونية.
أسطول الحرية 1 ، هو البداية فقط ، والاستعدادات جارية لتسيير أسطول الحرية 2 و3 و4 ، والحبل على الجرار