قداحة الرفيق
يقول الرفيق زكي بني ارشيد ان الجو في الاردن غارق بالغاز ، وان اسوأ مافي هذا الجو انه سيشتعل سريعاً بمجرد اشعال عود ثقاب.
كلام الرفيق. ندعو الله ألا يكون صحيحاً ، حتى لانتضرر كلنا من اي حريق ، بما فيه ذات الرفيق ، الذي لن يكون بعيداً عن النتائج السلبية لاي اشتعال من جهة ثانية ، لان النبوءة التي بثها ستنال منه ومني ومن كل واحد فينا.
هناك ازمات واحتقانات يكتب عنها الجميع ، ويناقشها الجميع ، في الاعلام والسياسة ، وكل مكان ، ولااحد ينكر وجود قضايا ضاغطة على العصب العام من مقاطعة الاخوان المسلمين للانتخابات مرورا بمقاطعة تيارات اخرى وصولا الى مواقف المتقاعدين .
كل ماسبق يُوّلد جواً ضاغطاً غير مسبوق.غير ان تعبير الرفيق حول "الجو" المليء بالغاز ، تعبير غير مريح ابداً ، ويشي بتمنيات او مبالغة من جهة ثانية.
انا اعرف ان دوافع الرفيق طيبة ، خصوصا ، حين تكون في رمضان ، غير ان تعبيراته خانته هذه المرة.
الجو الغارق في الغاز حالة غير موجودة في الاردن ، لان هذا التعبير يقال عن دول فيها حروب اهلية او مذهبية او في ظل بلاد بلا دول ولا مؤسسات ، او في دول تعيش تناحراً شعبيا لاي سبب كان ، وفي دول تقتل على الطائفة والملمح.
الرفيق زكي بني ارشيد ، لاننكر دوافعه الوطنية ورغبته بالتعبيرعن هموم الناس ومصاعب الحياة وكل المآخذ على اداء الحكومات ، وهي مآخذ لايختلف عليها احد.
حين يصبح الجو غارقاً بالغاز ، لن ننتظر قداحة الرفيق عندها او عود كبريته.سنموت خنقا ، لاسمح الله.
كل ضجيجنا اعتراف بوجود مشاكل كبيرة وصغيرة ، يثيرها الناس كل يوم ، غير ان لااحد يقول او يتخيل او يتمنى ان تصبح اجواء البلد غارقه بالغاز ، لان التعبير خطير ، ولان التعبير فيه ايضا نبوءة بالخراب ، لاسمح الله ، في بلد قد يعاني بشدة لكنه لن يخرب بأذن الله.
اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب...أليس كذلك؟.