قانون المواقع .. نحن السبب

قانون المواقع .. نحن السبب
الرابط المختصر

لم نجلس مع نائب او وزير او رجل اعمال او سفير دولة شقيقة، الا وابدى استياءً من انفلات بعض الإعلام الإلكتروني؛ وحتى ناشرو المواقع يبدون الاستياء اكثر من الاخرين خاصة اولئك الذين دخلوا التجربة انحيازا للمهنة وتفاعلا مع الواقع الكوني الجديد الذي يتطلب اعلاما تفاعليا ويقيس ردود افعال الناس مباشرة ودون انتظار ساعي البريد كي يحمل رسائل القراء او ملاحظاتهم او اشغال مقسم الجريدة باتصالات تتابع الخبر وتعلّق عليه .

ولكن التوسع السرطاني لهذا الاعلام ودخول هواة الى واقع المهنة الجديد افسد المشهد، وأصاب الوسط الإعلامي اصابات مباشرة واختلط المسيء بالجيد والمحترف بالهاوي والناشر بالمستثمر، وبرزت على حواف المشهد ظواهر معيبة مثل الابتزاز وانحدار الصدقية، ونشر تعليقات غوغائية تستهدف الكاتب وصاحب الرأي او المؤسسة او الوزارة؛ حتى اخبار الوفيات لم تسلم من تعليقات مشينة .

وتعاملت بعض المواقع مع التعليقات على اساس انها مجال جذب ومنافسة؛ وكانت تنشر الغث والسمين؛ ونادرا ما نقرأ تعليقا يناقش مضمون المادة وكثيرا ما نقرأ كلمة “ نعتذر “ في المواقع المهنية؛ طبعا غير التعليقات التي يجري حذفها من ادارة الموقع، ولم يسلم خبر من تعليقات خارج سياق الموضوع ولم تسلم شخصية او مؤسسة من الشتم من المعلقين او من الاخبار التي ينشرها موقع لهاو، او لراغب في تحسين شروط التفاوض .

وأجمع معظم الطيف الإعلامي على ضرورة تنظيم الواقع الجديد، وجرى اكثر من اجتماع لهذه الغاية، وفارقت النقابة رغم احتضان مقرّها لكثير من هذه الاجتماعات كل التوصيات ولم تقدم جهدا حقيقيا لتنظيم المهنة وتوسيع باب النقابة ليشهد تنظيم الواقع الجديد في الاعلام ، بل وشاركت النقابة في التواطؤ على الاعلام الجديد؛ بعدم السماح له بدخول سجلاتها رغم مشاركة النقابة واعضائها في كل مناسبات المواقع ، وعلى ارضية قلبي معكم وسيفي عليكم ، وتعاملت النقابة مع شكاوى كثيرة بحسابات الصوت الانتخابي وليس بعدالة المهنة وميثاق شرفها .

هذا؛ كان المنفذ الاول لمنتقدي الإعلام الجديد،وثقافته التي بدأت تعطي ثمارها وباتت بعض المواقع تنافس اقليميا وليس محليا , ومن تابع جنازة المرحوم الجوهري يعرف ان السبق كان اردنيا وان الاعلام المصري نقل عن المواقع الاردنية ، وكثيرا ما نقرأ اخبارا على وكالات عالمية مصدرها المواقع المحترفة .

القانون كان مطلب الجميع والتنظيم كان ضرورة للمهنة قبل اي طرف اخر، ولكن سلوك اقرار القانون رغم ضرورته كان مزعجا , ولا نعتب على مجلس النواب ولا على الحكومة في ذلك , فمعظم القوانين جرى اقرارها بهذه الطريقة , سواء المهمة جدا او القابلة للتأخير والتأجيل , ويجب ان نعتب على واقعنا ونقابتنا التي ظلّت تماطل وترحّل حتى دخلنا النفق المظلم ، ونعتب ايضا على المواقع التي فشلت في تأسيس اطار ناظم لعملها وميثاق شرف يحكم عملها وعقوبات حتى لو غير ملزمة لمن يخالف الميثاق الشرفي ويخرج عن اطاره .

الاعلام بات استثمارا , ويجب ان يكون العمل فيه منظما وواضحا وشفّافا؛ فلا يجوز ان نتحدث عن الشفافية والنزاهة ونطالب الاخرين الالتزام بها؛ ونغمض اعيننا عن التجاوزات في وسطنا وبين ظهرانينا .. وعلى النقابة ان تسعى الى تنظيم واقع المهنة سواء رد الاعيان القانون ام وافقوا عليه ويجب تعديل قانون النقابة باسرع وقت؛ حتى نجد ما ندافع به عن المهنة .

الدستور

أضف تعليقك