في وداع عام 2012

في وداع عام 2012
الرابط المختصر

اذكر أنني في بداية العام كتبت مقالا عنوانه "في استقبال عام 2012" وخاطبت فيه العام قائلا إن منجّيات الاقتصاد الوطني خلال العام تكمن في ثلاثة أمور، ضبط الإنفاق الحكومي الجاري وإلغاء 15 مؤسسة مستقلة لا داعي لها، وفي الضرائب التصاعدية، وقد كان مجلس النواب منعقدا لإمكانية تعديل القانون، وفي تشجيع الاستثمار وتحريك عجلة الاقتصاد بهدف مكافحة الفقر والبطالة.

وقلت في نهاية المقال أن الحكومة مسؤولة عن تشكيل فريق عمل لانجاز المتطلبات الثلاثة وإلا أصبح عام 2012 أسوأ من عام 2011.

أما اليوم فأكتب لعام 2012 في آخر أيامه أننا سعداء بانتهائه رغم كل التحديات والصعوبات الاقتصادية التي تركها وذلك لأمل واحد هو أنه لن يأتينا العام المقبل بأسوا مما حمّلنا إياه العام المنصرم . فقد بدأنا العام بمديونية عامة 13 مليار دينار، وعجز مالي 1.3 مليار دينار، وبطالة 12 بالمئة ، وعجز تجاري 28 بالمئة من الناتج المحلي، وتضخم بنحو 3.5 بالمئة ، وخط فقر بنحو 600 دينار للفرد سنويا، وجرة الغاز تساوي 6.5 دينار.

ويتركنا عام 2012 بأرقام لم نشهدها في التاريخ الاقتصادي للمملكة منذ نشأتها. فالمديونية تزيد على 16 مليار دينار، والعجز يتأرجح حسب بورصة تصريحات الحكومة ورئيسها بين 2.5 مليار الى 4 مليارات دينار أردني وكلا الرقمين مصيبة لا نُحسد عليها، وبطالة تزيد على 14 بالمئة وفق الأرقام الرسمية، وعجز تجاري يتجاوز 33 بالمئة من الناتج المحلي، وتضخم سيتجاوز 5 بالمئة ، وخط فقر تجاوز 800 دينار للفرد سنويا، أي بزيادة الثلث عما كان عليه الوضع سابقا، وأخيرا وليس آخرا جرة غاز بمبلغ 10 دنانير وبزيادة 54 بالمئة عن سعرها في بداية العام.

عزيزنا عام 2012،تغادرنا وقد تركت لنا الاتفاق الانكماشي التقشفي مع صندوق النقد الدولي والذي تصر الحكومة على تسميته بالبرنامج الوطني، وليس فيه من البرنامج إلا اسمه فهو اتفاق وحسب. اتفاق نذعن به، بسبب سوء السياسات وسوء إدارة الاقتصاد، لمتطلبات لم يعد في الإمكان تجاوزها، وهو ليس وطنيا لأن من أصر على توقيعه لم يستشر فيه إلا نفسه ولم يطلب فيه العون والمشورة إلا ممن حوله، ولا عجب فإن أحدا لن يوافق على كل تلك الشروط والمشروطية في اتفاق سيخنق الاقتصاد ولا يجعل منفذا لسياسات تحفز وتحرك عجلة النمو وتولد الوظائف للأردنيين، فهو اتفاق لضبط الإسراف العام يراعي تكميش جانب الطلب الكلي ولا ينظر إلا بالكلمات لجانب العرض وتحفيز حركة الاقتصاد.

عزيزنا عام 2012، سعداء بمغادرتك بكل هذه الصعوبات والتحديات لأننا نعتقد أن القابل أفضل وانك لن تعود أبدا، وأملنا أن يأتينا العام المقبل بما هو أفضل، فالأردن يستحق الأفضل دوما.

وكل عام وانتم بألف خير بالعام الجديد.

العرب اليوم

أضف تعليقك