في حراك الفضاء الإلكتروني

في حراك الفضاء الإلكتروني
الرابط المختصر

تسكن الفضاء الإلكتروني الأردني شبكات سياسّية وفكرية وثقافية مُتعددة، ما تزال إلى الآن غير متبلورة، بحيث لا يمكن الجزم بعد بأنّ السلطة العامة أو جزءا كبيرا منها قد انتقلت فعلا أو هي في طريقها إلى الانتقال السريع إلى الشبكة العنكبوتية.

كما لا يمكن الجزم أيضا بأنّ الحراك المحلّي الحاضر على الشبكة سيكون في وقت قريب قادرا على التأثير على مجريات سياسيّة كبرى، أو على تغيير أحداث بعينها، أو التسبب بأزمات “أساسيّة” بهذا المعنى.فما يوجد الآن على الشبكة هو بداية لترتيبات وعلاقات عنكبوتية جدّيّة، تتكاثر الآن على غرار تكاثر القوائم الانتخابية في فضاء الواقع.

وبالنظر إلى “السيريالية” المشتركة ما بين عناوين تلك القوائم/ الأحزاب، فقد قمت اجتهادا بإضافة “حزب الفضاء الإلكتروني”، للأخذ بعين الاعتبار أنثربولوجيا ونفسيّة جديدة للمواطن الأردني ابن الألفيّة الثانية، وهو في طريقه الآن إلى صندوق الانتخاب!

إنه ناخب جديد، وشابٌ ينطلق من سجال فكري أكثر انفتاحا، بثقافة مشتركة بقوائمه الإلكترونية التي على الرغم من أنها ما تزال إلى اليوم افتراضيّة، إلاّ أنها بدأت تشهد صعودا لافتا لبعض الأفراد والمؤسسات الإعلامية في مقابل الدولة، بخطاب عام تحركه قضايا الفساد والشعور بالظلم والتهميش، والحنين إلى ماضي الدولة القوية وهاجس الهويّات الفرعية، وهمّ الحرّيات الشخصية، وشعور عام بالاختناقات والغضب والإشاعات، كما بفقدان البوصلة.

وبالنسبة للآليّات، فهي مباشرة، وتستخدم فيها أدوات التكنولوجيا الحديثة بهدف تكثيف الضغط المطلبي، في مواجهات مباشرة مع كل أطراف العلاقة.

ونظرا لتوافر أدوات التكنولوجيا المختلفة، وتعدّد منصّات التواصل، فإن كل ذلك أصبح يجري الآن على مدار الساعة! ومن جهة الدولة، فلا يمكن الجزم بأن كل موازين القوّة في الفضاء الافتراضي هي الآن في صالحها بالكامل.

فالتحضير ليس هو التنبّؤ الذي يتمّ بسعي حثيث وراء المحتوى وإدارته على الإنترنت. وذلك سجال “تقني” لا تقودة الدولة وحدها، بل تنشط فيه جماعات أخرى مُتخصصة في إدارة وقرصنة المحتوى، بالإضافة إلى التعبئة التي أصبحت تمارس في الفضاء الإلكتروني.

ويقدَّم هذا الحزب “نسيجا” عنكبوتيا محلّيا للحراك السياسي الأردني بمدوّناته المختلفة؛ بمحتوياتها الواقعيّة والشعبية، وبرموز كتّابها.

وهو الحزب الوحيد الذي ما يزال الجمهور يقرأ من خلاله وبدقة ملامح يومه الأردني القادم عبر نداءات استغاثاته المفهومة للناس.

ويتعلّق الجمهور اليوم بخيوط هذا النسيج من الفضاء الإلكتروني، لأنه يبدو “البشارة” الجديدة التي تُمثّلها فرديات أصليّة وإبداعية، وعلى اتصال بالواقع.

وهو نسيجُ وإن لم يُشكّل للآن حالة حزبيّة وسياسيّة مُنتظّمة بعد، إلاّ أنه في تقديري الحالة الفكريّة والشعبية الأولى الواضحة على الإنترنت، والتي يسهل حتما التنبّؤ بانطلاقها، وبقوّة انتشارها.

وفيها أصبحت أدوات التكنولوجيا وكل إبداعاتها الحديثة هي الفضاء، وهي المتنفّس الأوّل.*خبيرة في تكنولوجيا المعلومات.

الغد

أضف تعليقك