صفقة بين صقور الاخوان المسلمين وخالد مشعل
يمكن القول ببساطة شديدة ان الصفقة التي انجزها مشايخ تنظيم الاخوان المسلمين في الاردن مساء الخميس وانتهت بقرارين من الطراز الثقيل والمهم ستختبر حتما وفورا ثلاثة احتمالات اساسية.
هذه الاحتمالات هي اولا مقدرة القيادة السياسية لحركة حماس فعليا على التحرك في الافق العربي باستقلالية تامة عن شعبة الاخوان الاردنية.
وثانيا، طبيعة العلاقة مستقبلا بعد تفكيك العلاقة بين الاخوان وحماس بين السلطة الاردنية وخالد مشعل من جهة وبين السلطة نفسها والشيخ زكي بني ارشيد من جهة اخرى.
وثالثا، وقد يكون الاهم حجم وحصة الاسلاميين في مقاعد البرلمان المقبل الذي سينتخب في عمان في الربع الاخير من العام الحالي. ومضمون الصفقة كان مباشرا ومكشوفا، فقد تمكن بموجبها الشيخ الاشكالي بني ارشيد احد اقطاب المعارضة الاكثر اثارة للجدل من الافلات من مقصلة الاقصاء والفوز بترشيح المطبخ الاخواني لرئاسة الامانة العامة بحزب جبهة العمل الاسلامي اكبر احزاب المعارضة الاردنية.
وحصل ذلك مع ان الشيخ بني ارشيد لم يقدم اي تنازل سياسي، متمسكا بنفس الادبيات التي ابقته معزولا عن السلطة قبل عامين عندما اصر على االشراكةب وليس التبعية بين التيار الاسلامي والسلطة في الاردن، كما قال لـبالقدس العربيب عدة مرات.
وبالموجب ايضا حصلت حركة حماس بضغط مكثف وراء الكواليس من خالد مشعل على قرار اخواني يعتمد توصية مكتب الارشاد العالمي للاخوان بخصوص تفكيك العلاقة التنظيمة بين حماس والنسخة الاردنية التي ترعاها تنظيميا منذ ربع قرن.وهو قرار كان يريده خالد مشعل لعدة اعتبارات منها الحصول على دعم الاخوان المسلمين في مكاتب الخليج بدون وصاية من بيت الصقور في عمان اولا، والتمكن من العودة للساحة الاردنية المهمة جدا لحماس سياسيا كفصيل فلسطيني مستقل غير متهم في اروقة القرار الاردنية بالتدخل في الشؤون الداخلية.
يعني ذلك ان مشعل حصل على ما يريده ويستطيع بعد الآن استثمار الثقل الذي تتيحه القضية الفلسطينية لتعزيز حضوره ضمن خارطة ابلاد الشامب في ترتيبات المؤسسة الدولية للاخوان المسلمين.
والتحدي الذي يواجه خالد مشعل مرحليا هو اثبات اجدارةب حماس بالتحول الى تنظيم اخواني مستقل عن شعبة عمان، الامر الذي وضع مشعل من اجله خططا تنفيذية بعدما سهر عبر دمشق مساء ليلة الجمعة وهو يراقب نتائج اجتماع شورى عمان.
بالتوازي لا توجد ضمانات بأن يستعيد مشعل علاقته بالاردن بعد تنفيذ شرط تفكيك العلاقة الاخوانية بما يتناسب ايضا مع ممثلي المعتدلين في عمان دعاة شعارباردنةب الحركة الراغبين دوما بالقاء حركة حماس عن اكتفاهم حتى لو تمت التضحية بمكاتب دول الخليج.
لكن بالتوازي ايضا من غير المعلوم بعد ما اذا كان اتخففب الشيخ بني ارشيد اقوى حلفاء مشعل في عمان من ثقل التبعية لحماس ومشعل سيساعده في تحقيق اقبول ماب لدى اركان السلطة محليا، فبني ارشيد سيتقدم بموافقة خصومه الحمائم لرئاسة الحزب الاهم في البلاد بعدما نزع عنه ادسم حماسب تنظيميا.. بمعنى آخر ثمة نسخة جديدة من الشيخ الاشكالي بني ارشيد سيعرضها مشايخ الاخوان على رئيس الوزراء سمير الرفاعي واركان السلطة فهل يقبلها الاخير؟.. هذا السؤال ايضا يحتاج لوقت اضافي لتحصيل اجابة.
وتبقى المسألة الثالثة وقد تكون الاهم، فالصفقة المشار اليها قد تزيل الضباب عن صورة الشراكة القديمة بين الحكومة والحكم والمعارضة الاخوانية املا في تحقيق ترتيب ما قبل انتخابات 2010 ، وهي انتخابات يبدو انها تبرمج على اساس اسقاط الاعتبارات التي تخشى الحركة الاسلامية ونفوذها وتؤمن ابالتزوير'، ضدها ففي الوقت الذي تمسك فيه الشيخ بني ارشيد بمبدأ االشراكةب مع القرار يستمع زوار مفاصل القرار لعبارات تؤيد اعادة احياء الطريقة القديمة في التعامل مع الاسلاميين والانتخابات، وهي حصريا الجلوس معهم قبل الانتخابات والتفاهم على عدد مرشحيهم ومقاعدهم دون اي صدام
القدس العربي