شكر مجاني للوزيرة..

شكر مجاني للوزيرة..
الرابط المختصر

أتمنى بحق أن يكون هذا عنوان مقالتي الدائم ، أعني أن أقدم الشكر للوزراء وللوزيرات ولرئيس الحكومة ولمختلف المسؤولين ، الذين يتولون إدارة الشأن العام ، والذين يسهمون في ارتفاع منسوب الاحترام العام ، ويقللون من تأثير ووجود الهم العام..

وردتني مكالمة هاتفية أمس ، تحدثت فيها المواطنة بفرح أعرفه ، حين يغزو قلوب الفقراء ، وأستطيع تمييز ضربات القلب من خلال صوت مواطن يتحدث ، تحت تأثير فرح داهمه في مرحلة الغضب والجوع والفقر والأسى ، ما أصدق الفقير حين يفرح ،.

هل تعلمون ماذا أرادت تلك المواطنة مني؟،

قالت أنها تريد أن تنشر في "الدستور" إعلانا لكن مجانيا ، لأنها لا تملك أن تدفع شيئا ، فقلت ما موضوع الإعلان؟ فقالت أريد أن أشكر وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف ، أقسم أنني فرحت أيضا من فرح المواطنة ، وفرحت أكثر أنه ما زال في الوطن مواطنون يشكرون الوزراء والوزيرات ، وسرعان ما انقلب فرحي هما وحزنا ، الأمر الذي دعاني أن أقول للمواطنة الكريمة ، سأتصل بك غدا لأفهم الموضوع أكثر ، لأنني سأعمل على مساعدتك في تقديم الشكر للوزيرة .

قالت لي المواطنة (أم مصعب) أن الوزيرة ساعدتها ، وصرفت لها مبلغ 100 دينار ، و100دينار أخرى ولطفلها 20 دينارا ، وساعدتها في موضوع علاجها ..وقالت المواطنة أن ظروفنا .. كذا..وكذا.

وفي يوم من الأيام كنت أزور صديقا في متجره ، وكان يبيع أسلحة صيد وذخيرتها و (غيرها) ، وكنت أنظر الى خارج المحل ، فرأيت..فيما يرى مواطن عادي ، رأيت رجلا يقود ابنه الصغير لأفهم فيما بعد أن الصغير هو من يقود الكبير ، عندما وقف ينظر الى (البترينا) ..ثم ما لبث أن "جر" أباه الى المحل ، وأخيرا أخرج الرجل بطاقة "فيزا" ودفع مبلغا يزيد ربما عن 600 دينار ، ثمنا لألعاب و(مسدس خردق)..

أريد حقا أن أشكر هالة لطوف ، لأنها ساهمت في توجيه خفقان قلب مواطنة فقيرة الى أن يرقص فرحا ، وإنني أعلم أن قلوب الفقراء ترقص مثل هذه الرقصة بسبب مبالغ من النقود قد تقل كثيرا عن 200 دينار ، لكنها تتيه فرحا صاخبا عفويا ، عندما تطمئن أن الأمور والشؤون العامة في أيدي أمينة ، ولعل فرح الناس العفوي عند رؤية جلالة الملك هو الدليل على هذا ، لكنه فرح نادر في الواقع تجاه الحكومات والوزراء ، ويمكن اعتبار قصة هذه المواطنة مثالا على هذه الندرة لفرح كان موجودا..أعني أصبح نادرا ومفقودا،،

باسم الطفل وأمه أشكر هالة لطوف ، وهو شكر لا تحتاجه الوزيرة بلا شك ، لأنها تتولى مسؤولية عامة تقوم بها على أكمل وجه..

لكنني أريد أن أشكرها باسم فرح المواطنة المستورة ، وباسم بقية الفقراء وعليهم..أريد أن أبكي ، وأحنّ لذاك الفرح.

الدستور

أضف تعليقك