شباب ورياضة وتنمية ووزير لديه الكثير
لماذا يثيرون جدلا بيزنطيا بخصوص تركيبة وتشكيلة الحكومة، والطريقة التي انتهجها عون الخصاونة في التشكيل؟.. وما تأثير هذا الحديث على توجهات مجلس النواب برئاسته ودورته الجديدتين، وتأثير هذه التوجهات على ثقة المجلس في الحكومة وفي بيانها الوزاري؟ هي أسئلة سنتلقى عليها إجابات في الأيام القادمة بلا شك، لكننا نتحدث هنا عن جزء من حديث نراه ممجوجا، يقول «المجدفون» فيه عن وزارة الرياضة والشباب ووزيرها الدكتور محمد القضاة، هذا المدجج بالفكرة الأوضح والكلمة الأبلغ، والعاطفة الوطنية الأنقى،والخطة والنظرة الأميز في تحمل المسؤولية وطنيا وأخلاقيا.. شاهدت حلقة من برنامج «فيكي الخير يا بلدنا» الذي يقدمه الزميل مأمون مساد، ويبثه التلفزيون الأردني مباشرا مساء كل أحد، وكان ضيفه الدكتور محمد نوح القضاة وزير الرياضة والشباب، والزميلة الرائعة يسر حسّان، وعلى الرغم من ارتياحي الشخصي لمدجج بالنقاء وبالطاقة الوطنية، أعني الدكتور القضاة، الذي وهبه الله سلاسة مؤثرة في الحديث وتوصيل الفكرة والشعور، إلا أنني ازددت إعجابا وتأهبت حسابا لتسجيل نقاط تفوق المتوقعة عن أداء هذا الوزير، التي يرغب راغبون بما تيسر من نوايا حبيسة أو كبيسة لأن يشككوا مسبقا بالشخص واختياره واختصاصه، وربما في التزامه الشرعي والوطني أيضا، نحن بلا شك على موعد مع انبثاق آخر لطبيعة النشاطات الشبابية والرعاية الرسمية الحكومية لهذه النشاطات وهذا الفيض من نور الانبثاق الطيب. وأنا بدوري؛ «أنبثق» هنا على القارىء والمتابع، بحديث عن فكرة وطنية جديدة، تحدث عنها الوزير في تلك الحلقة من البرنامج المذكور، وهي فكرة توجيه العمل الشبابي التطوعي والرياضي ليكون تنمويا ملموسا، متناسقا مع نبض وحاجة الوطن، إذ تحدث الوزير عن عدم الرضا أو الاكتفاء بأن يكون نشاط الأندية الأردنية رياضيا فقط، وأن يتم توجيه الدعم لهذه الأندية ذكيا، وطنيا، مرتبطا بمدى التزام هذه المؤسسات بتقديم نتائج نوعية، على الصعيد التنموي والاجتماعي، وعلى كل صعيد له علاقة بجهد الشباب الأردني المبارك، وكذلك توجيه تاثير الأندية على مشجعيها ليغدو «تنويرا» وتطويرا في الفعل، ضمن حسبة وطنية نحتاجها ويحتاجها الوطن، وهي بلا شك فكرة وطنية خلاقة، ظهرت جلية، عندما تحدث الوزير بمثال على هذا النوع من الدعم المتوازن للأندية، إذ قال : لم لا يقوم كل ناد رياضي بالاستعانة بمشجعيه وبمريديه، وينافس الأندية الأخرى لتقديم خير للبلد على صعيد تنموي؟.. كأن يتولى النادي ومشجعيه زراعة غابة من شجر ما، توفر لهم الحكومة الأرض والماء ويقومون بالمطلوب، ويتم توجيه الدعم لهم على هذا الأساس من البناء والعطاء! ومثال آخر على نشاط متعلق بمحو الأمية أو تطوير ورعاية مشاريع وطنية أخرى بجهود الشباب الأردني المباركة.
وتحدث الدكتور القضاة عن قصة غائبة عن «الذهنية» الإدارية لدفق جهود الشباب الأردني، وهي فكرة منسجمة مع الدستور الأردني، الذي يساوي بين الأردنيين ، ويفتح آفاقا لشريحة كبيرة من شبابنا بل شاباتنا «المحجبات وغيرهن»، بأن يمارسن حريتهن وحقوقهن الدستورية ومواهبهن وميولهن في الرياضة، وقال أن الفتاة غير المحجبة تقوم بنشاط رياضي كالسباحة مثلا، ويتوفر لها مسابح مقبولة حسب قناعاتها التي نحترمها، لكن هناك أيضا فتيات محجبات وغيرهن، لديهن قناعات ربما تكون شرعية أو ثقافية اجتماعية ما، تمنعهن أو ربما تحرمهن ممارسة هذه الرياضة ضمن الظروف المعروفة، لذلك يكون منطقيا ووطنيا ودستوريا، أن تتوفر مثل هذه المرافق بالظروف المناسبة والمتوافقة مع حريات هؤلاء الناس، ليأخذوا فرصتهم الطبيعية في الترويح عن أنفسهم أو تقديم شيء مميز لخدمة الوطن. تحدث الوزير كثيرا مثيرا منيرا من خلال تلك الحلقة، واتسمت أفكاره بالواقعية بل والألمعية على صعيد توظيف جهود شبابنا الأردني، لتكون مصدر بناء وعطاء وتميز، وليس عبئا على كاهل الحكومات والدولة وبرامجها في التطوير والتغيير والإصلاح..
اتوقع الكثير من هذا الوزير، ولا بد أن الراصد المنصف، سيسجل نقاطا إيجابية كثيرة وكبيرة يقدمها الوزير ووزارته في سجل أداء الحكومات وأعضائها..
و»فيكي الخير يا بلدنا»..زينة البلدان ودرّتها،ومصدر دفئها وبركتها.
الدستور