سنراقب الصفقات في الحكومة والأعيان

سنراقب الصفقات في الحكومة والأعيان

ننتظر في هذه الايام ولادة سلطتين جديدتين، الحكومة كسلطة تنفيذية، والاعيان كغرفة برلمانية ثانية لمجلس الامة، وما بين هاتين السلطتين، وآلية تشكيلهما، والحصص المعروفة، والاسماء المحسوبة على الدوائر والاجهزة والديوان، تجري مياه كثيرة، لا تستطيع العرافة أن تقرأ تفاصيلها.

تشكيل الحكومة سوف ينتج كما يشاع من خلال المشاورات التي تنطلق اليوم ما بين القصر ممثلا برئيس الديوان، وبين الكتل البرلمانية، التي لا تملك اي منها برنامجا اصلاحيا، او حتى معرفة معلوماتية الى اين يسير الاردن، ومع هذا سوف نسمع بين الاثنين والخميس، معزوفات ما انزل الله بها من سلطان، حول الرئيس المنتظر، او مواصفاته، وبرنامج المرحلة المقبلة.

لكن في المعلومات المتداولة بين النخب السياسية، ان تشكيلة الحكومة الجديدة ومجلس الاعيان المنتظر، ما هي سوى جوائز ترضية لجهات واشخاص واحزاب وتيارات لم تتمكن من الحصول على غنيمة من الانتخابات النيابية، سواء بسبب عدم حصولها على اصوات للنجاح، او ان الحلقات والدوائر التي اشرفت على الانتخابات، لم تعجبها سحنتها، فأبعدتها عن الفوز، تحت مسميات خروقات في الانتخابات، او أن ظلم الوطن يجب احتماله، او ان المستقبل لم يغلق في وجوههم، والقادم افضل.

سنضع التشكيلة الوزارية تحت الرقابة جيدا، ونحلل تركيبة مجلس الاعيان حتى الجد الرابع، واذا وجد اشخاص محسوبون على حزب الوسط الاسلامي مثلا، الذي تمهد الدولة الطريق امامه لتشكيل حالة اسلاموية في البلاد، او التيار الوطني المصعوق من نتيجة قائمته، فأعاد رئيسه الى مجلس النواب بعد حرد لعدة ايام، على أمل تحقيق مكاسب اخرى قيل ان قادة التيار وعدوا بها الاسماء الاخيرة في القائمة، او الاحزاب القومية واليسارية التي دفعت ضريبة منح الشرعية السياسية للانتخابات من دون ان تحصل على شيء، او الصفقات التي يشاع حولها الكثير من اللغط من خلال اقتناص شخصيات اسلامية محسوبة على الاخوان المسلمين لكنها في واقع الحال اقرب الى دوائر اخرى.

سوف نكشف وبالاسماء، تفاصيل تركيبة الحكومة ومجلس الاعيان، ومن هو محسوب على فلان او علان، ومن هو ضمن القوائم والتنسيبات والحصص التي تتم دائما لمصلحة اية جهة كانت، حتى لو كانوا من جماعة السفارة الامريكية.!!

لقد طفح الكيل من الطرق القديمة في تعيينات الطبقات العليا، ومن تكرار الاسماء وتدويرها، حتى انسحب ايضا على توقعات المواطنين، الذين اذا أرادوا أن يسمّوا رئيسا للحكومة يعودون للاسماء التقليدية التي حكمت قبل عشرات السنين الماضية، ويستحضرون بعضها، وينسج المخيال الشعبي قصصا ويحبكها بطرق الاعلام غير المهني، منسوبة الى مصدر مطلع، او الاعلام الفضائي وشهود العيان، ومن ابرزها على سبيل المثال عرض رئاسة الحكومة على عبدالكريم الكباريتي إلا انه رفض ذلك، او محاولة ارضاء عون الخصاونة بعد الاستقالة المدوية.

العرب اليوم

أضف تعليقك