ذنب الكلب الأعوج

ذنب الكلب الأعوج
الرابط المختصر

يكلفنا السائح الأسرائيلي القادم الى بلادنا اكثر مما ينفقه أي سائح آخر .. نؤمن له الحماية من شاب فقد نصف عائلته في القدس .. او شابة استشهد والدها امام بسطة بطيخ في نابلس .. ولم يزل ثلاثة من اشقائها خلف القضبان في سجن بئر السبع .

تقاليدنا في حماية من يدخل بيتنا تحتم علينا ان ننفق من قوت اولادنا على سلامته ... وبالإضافة الى الحماية يكلفنا السائح الأسرائيلي ( البخيل جدا ) رقابة دائمة على تصرفاته فوق ترابنا .. فهو يحمل قطعا من الفخار المزيف كتبت عليها اسماء وكلمات عبرية .. يحاول الحفر في رمال البتراء واخفائها بين آثار المدينة الوردية .. لعل بعثة اثرية تعثر عليها في المستقبل وتعلن ان اليهود كانوا هنا .. ربما تكون بعثة التنقيب اجنبية من اروقة الجامعات الأمريكية او الأوروبية . ولكنها مدعومة بتمويل تبدأ جذوره من اسرائيل .. وهي على معرفة بأحداثيات المكان الذي كانت ستخبأ فيه .. وهي لم تخبأ لأن رقابتنا التي تكلفنا اكثر من نفقات السائح الأسرائيلي في بلادنا .. لم تترك له فرصة لدس يديه في رمال البتراء .. يتندر المسؤولون في وزارة السياحة عندنا بالحركات القرعاء والسمجة لبعض السياح الاسرائيلين التي تكشفها لجنة خاصة شكلتها النشمية مها الخطيب وزيرة السياحة لمراقبة السائح الاسرائيلي من بين جميع الجنسيات التي تزور آثارنا .. وهي على وعي تام بأهمية ثروتنا الأثرية وضرورة حمايتها من التزوير او العبث في لعبة مكشوفة امام وعي وزارة السياحة ووزيرتها .. وآخر اجراءاتها ضبط المزوّر وابعاده وعدم السماح له بالعودة الى ارضنا مرة اخرى .

تاريخيا انجز العرب الأنباط ( الذين بنوا البتراء ) حضارة متميّزة في جنوب فلسطين ووثقوا حضارتهم هذه بالنقش على الحجر وليس بالتزوير على الفخار .. كان بحر غزة هو ميناء تصديرهم واستيرادهم مع روما .. حصدوا الماء للزراعة في عبده ( وادي الرميلة) وبنوا القلاع في الخلصة وكرنب وجبل عديد .. في حين كان اليهود يقتلون احد رسل المسيحية ( يوحنا المعمدان ) في مكاور .. ولم يكن عهر نسائهم غائبا عن المشهد .. فالغانية سالومي رقصت بشكل مفضوح امام انتيباس هيرودس ليقتل الراباي السجين بسبب انتقاده لزواج امها من هيرودس .. اما العربية النبطية جميلة ابنة الملك الحارث الرابع وقد كانت زوجة لهيرودس اياه .. فقد دفعها ضميرها وكبرياؤها الى اول حامية نبطية في ميدبا ( مادبا ) اوصلتها الى البتراء .. فهي لم تطق العفن والانحطاط الأخلاقي والسياسي في هيروديا .. .

لسنا بحاجة لزراعة فخار مزيف في بئر السبع او طيرة حيفا .. كل آثارنا منقوشة على الحجر .. ومع هذا يبقى ذنب الكلب اعوج ولن ينعدل .