دور الإعلام في مكافحة الفساد

دور الإعلام في مكافحة الفساد
الرابط المختصر

الفساد ظاهرة اجتماعية قديمة وحديثة في آن واحد عانت منها المجتمعات البشرية عبر تاريخها الزمني الطويل حتى الآن ولكنها في هذا العصر بدأت في الانتشار بصورة كبيرة وبدأت حلقاتها بالتسارع والتشعب حتى أصبحت تشكل مشكلة العصر المستعصية على الحل.

لقد أصبحت هذه الظاهرة تؤرق المجتمعات المتقدمة قبل الدول النامية نظرا للخراب والدمار الذي تحدثه من اثار على البناء المجتمعي وتطوره وايجاد الفوارق الطبقية في المجتمع وما ينجم عنها من صراعات داخلية تعمل على خلخلت النسيج الوطني وتدمير مثله ومنظومة القيم فيه.

لقد تعددت اشكال الفساد ، وانواعه ، ووسائله خاصة مع وجود التكنولوجيا الحديثة والشبكة العنكبوتية واللتين عملتا على ازدياد الفساد انتشارا في دول العالم حتى انك اصبحت تتخيل ان هناك مافيا دولية تشرف على تنظيمه وعلى توسيع دوائره.

لقد انتشر الفساد المالي والاداري في معظم دول العالم ونحن جزء من هذا العالم فكل يوم نسمع عن ظهور افراد في مؤسسة ما يمارسون الفساد المالي او الاداري ولم يقتصر الفساد على العمل العام بل انتقل الى القطاع الخاص من خلال اعمال السمسرة والعمولات وعقد الصفقات من تحت الطاولات وفي مجالس الانس واللهو حتى ان بعض الوظائف العامة أصبحت تشترى وتباع في مثل هذه المجالس ان الاعلام الحر مطلوب منه هذه الايام ان يلعب دورا طليعيا في كشف مواطن الفساد وابرازها لدى الرأي العام وعدم التهاون في تعرية القائمين عليه بهدف الاثراء السريع على حساب قوة المواطن وسمعة الوطن.

ان الاهداف غير المشروعة مثل الرشوة والابتزاز والمحسوبية والتزوير والعمولات والتهرب الضريبي وسوء استخدام السلطة كلها اهداف غير مشروعة وطرق غير قانونية في عمليات الاثراء السريع ان تفعيل قوانين المساءلة والمراقبة من اين لك هذا؟، يجب ان يركز عليها الاعلام الحر وألاّ يشغل نفسه في القضايا البسيطة والسطحية.

ان الصحافة في الدول الديمقراطية هي سلطة رابعة وهي قبل هذا و ذاك سلطة تعبر عن نبض المواطن ووجدانه وهمومه واماله ومحط رجائه في ظل مجالس تشريعية محدودة الاداء والحركة.

الاعلام الحر هو الاعلام الذي يمثله اصحاب الاقلام النظيفة وهم كثر - والحمد لله - في بلدنا عليهم ان يشمروا عن سواعدهم من اجل العمل على استئصال هذه الظاهرة الاجتماعية والتي اقل ما يمكن القول عنها انها ظاهرة غريبة عن ثقافتنا الاسلامية وتراثنا العربي المجيد وقيمنا الاخلاقية التي نتفاخر ونعتز بها.

ان دور الاعلام باشكاله المتعددة - المسموع والمقروء والمرئي والالكتروني - مطلوب منه مزيد من العمل ومزيد من الاصرار على بناء مجتمع الحرية والديمقراطية وقبل هذا وذاك التبشير بدولة القانون الذي يسود على الجميع ، فالقانون أساس العدل والمظلة الواقية للجميع من تغول بعض المفسدين الذين فقدوا بوصلة الخلق والدين معا.

الدستور

أضف تعليقك