درك أردني في الكويت..!

درك أردني في الكويت..!
الرابط المختصر

الحكومة الأردنية نفت خبر وجود قوات درك أردنية في الكويت، واستهجن سياسيون وإعلاميون ان ينساق بعضهم بنسج الروايات حول خبر مفبرك كهذا، معلومة مصادره وأهدافه لدى الشعبين، الأردني والكويتي، وحتى لا ننساق بدورنا في تجريم أو تحريم التعاون الأخوي العربي وصولا للتكامل والاكتفاء الذاتي، أريد القول:

إن في جبيني ما يشبه الوشم، وهو ليس بوشم، بل هو أثر لسقطة عن ظهر فرس جموح كان اسمها «نحلة»، ركبتها في سن السادسة، ولأننا في الأصل بدو ورعاة، كنا نقيم بعيدا عن المدينة والمستشفيات، فلجأت أمي لوضع الكحل والرماد في الجرح، وبعد 3 أيام، أخذني المرحوم والدي الى أقرب طبيب، وكان باكستانيا، يسكن في بيت يقع على أطراف القرية، فتفاجأ الطبيب من الورم في رأسي وحدّث أبي بغضب وبكلام قريب الى العربية، وأشار عليه أن يحضرني صباحا الى المستشفى، وأي مستشفى؟ هو مستشفى «سعودي»، تابع للقوات العسكرية السعودية التي تواجدت في الأردن سنوات، وقدمت خدمات جليلة للشعب الأردني، خصوصا في منطقة الجنوب، وهي ليست المرة الأولى التي أزور فيها مستشفى سعودي موجود في «ابو حمور» في الكرك، أو في قريتنا «الربة»، بل زرت مستوصفا سعوديا قبل هذا، وكنت في الرابعة من عمري أو في الثالثة، حين «ضربتني» سيارة عسكرية سعودية نوع لا ند روفر، وأسعفني سائقها الى أقرب مستوصف، ولم اغب عن الوعي او البيت سوى سويعات، عدت بعدها الى البيت، واحتفظت في ذاكرتي أيضا بقصة جميلة عن الطب والحب الأخوي العربي، وهي القصة التي أصبحت وشما كما وشم الفروسية المبكرة في جبيني ..

قصة التعاون العربي في المجالات العسكرية والدفاعية موجودة، على الأقل بين الأردن ودول الخليج العربي، وهي ليست سرا، ولا نسمح «لمناضلي الغفلة» أن يضعوا حدودا وقيودا على أعضاء في جسد أمة، ومعنى الحديث : ما الجريمة حين تكون هناك قوات أردنية في الكويت أو قوات سعودية في الأردن؟ لا يمكننا تقديس «سايكس –بيكو» واستبدالها ليحل محلها حديث نبوي شريف يصور لنا أمتنا كمثل الجسد الواحد، الذي تتداعى أعضاؤه سهرا على عضو فيه اشتكى أو داهمته الحمّى..

دعوات التعاون العربي وصولا الى التكامل لم تغب، ولا يجب أن تغيب، وليس من الحكمة أن يتم تغييبها لأن أحد الموتورين هنا أو هناك خرج على المساكين، يتلو آيات قداسة مستمدة من خطيئة «سايكس –بيكو»، ونحن كدول عربية خليجية وغيرها، نقع تحت تهديدات حقيقية عابرة للخلجان وللبحار وللشواطىء، نعرفها جميعا، ولا يجب أن نتعامى أو نسلك سلوك النعامة في مواجهتها.. ولنعترف بهذا قبل أن يعلو الصخب، وتتعالى أصوات قعقعة السلاح في الخليج العربي وفي أكنافه، فكلنا مستهدفون ..كلنا عرب وأخوة صابرون.

ليس غريبا ولا جريمة أن تتعاون الحكومات العربية في المجال الدفاعي العسكري والأمني، والذي يتحدث بعكس هذه الحقيقة هو المخدوع، حتى لا نقول: إنه عميل أو مأجور أو خريج مدارس «السرسرة السياسية»، الداعية لمزيد من تفتيت وتشتيت.

نكون غاية في السرور والاعتزاز والفخر، حين نملك قوة ردع عربية، تدافع عن بلادنا العربية، وتحافظ على مقدراتها من النهب والسلب..

صحيح أنه لا توجد قوات درك أردنية في الكويت، لكنها إن وجدت في الكويت أو في غيره،لغايات تدريبية او دفاعية، فهي قوات أردنية عربية، تحمل شعار الجيش العربي، وليست قوات مارينز امريكية أو بلا زغرة استرالية أو يابانية.. هي قوات عربية واجباتها قومية عربية اسلامية أخوية وهي على درجة من القداسة، ذلك لو أنصفنا..

اليكم هذا التصريح: أنا مو ولهان أنا.. انا دنيا من الوله .. وايضا: محتاجك ..أبيك.

الدستور