خطابات الاستقلال: رسائل مشفرة حول قضايا ساخنة

خطابات الاستقلال: رسائل مشفرة حول قضايا ساخنة
الرابط المختصر

كلمتا الرفاعي والمصري لامستا الجدل حول العلاقة الاردنية - الفلسطينية.

المناسبة لا تحتمل كلاما صريحا وفي العمق, لكن العناوين الرئيسية لم تغب عن خطابات حفل الاستقلال في حديقة "الرئاسة". المتحدثان الرئيسيان; رئيس الوزراء سمير الرفاعي ورئيس مجلس الاعيان طاهر المصري لامسا في كلمتيهما السجالات الساخنة في المجتمع حول الوحدة الوطنية والهوية و "الدستورية" بعبارات فضفاضة حملت في طياتها رسائل مشفرة لمن يهمه الامر.

المراقبون تابعوا باهتمام خطابي الرفاعي والمصري لالتقاط اشارات تفيد في فهم ردة فعل الدولة على ما دار من جدل بعد بيان المتقاعدين العسكريين ومبادرة "الميثاق الوطني" التي اطلقها رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات وما تلاها من مداخلات اخذت شكل المحاضرات والندوات في اكثر من موقع..

اللغة الاحتفالية هيمنت على خطاب الرفاعي وفي ثناياها جاءت عبارات موجزة تحمل ردا غير مباشر على النقاش العام, فقد اعتبر الرفاعي مسيرة الانجاز في الاردن بمثابة رد على "مظاهر التطرف والجحود" ومحاولات "المس بهويتنا ودورنا التاريخي" ودعوة صريحة للتصدي "لمحاولات التشكيك واثارة الفتن او العبث بأمن المواطن والوطن".

واكد ان "التفاف الشعب الاردني حول قيادتكم الهاشمية الفذة, وتمسكه بالوحدة الوطنية خير جواب على كل ذلك".

المصري كان اكثر وضوحا في خطابه ويسهل على المتابع ان يفك الرموز في كلمته التي قدم فيها قراءة مغايرة لمسيرة الاستقلال استندت الى العلاقة الاردنية الفلسطينية ببعدها التاريخي كعنوان رئيسي لهذه المسيرة وفي باله ما يدور من نقاش حول هذه العلاقة في الوقت الراهن.

مضامين خطاب المصري تجاوزت الاعتبارات التقليدية لموقعه كرئيس لمجلس الاعيان فاقترب بشكل شبه مباشر من السجال الساخن حول العلاقة الاردنية الفلسطينية بمزيج من اللغة السياسية والعواطف, رافعا الشعار المعروف "اردنيون جميعا من اجل الاردن وفلسطينيون جميعا من اجل فلسطين..".

وقدم المصري في المقابل ملاحظات اساسية حول الوضع الداخلي تعكس رؤيته المعهودة لدولة تقوم على سيادة القانون والمؤسسات وقيم العدل والمساواة والتسامح في مواجهة اشكال الفوضى والخروج على القانون التي تنامت مؤخرا بتعبيرات عديدة.

وذكّر المصري بالحاجة الى صون الجبهة الداخلية باعتبارها "الضمانة الاولى والاهم لوجودنا ولقوة وطننا".

الرسائل المشفرة التي حملها خطاب الرفاعي كانت في اتجاه واحد, اما رسائل المصري فهي لاكثر من جهة, ومن تابع البث الحي للحفل كان سيلاحظ رئيس الوزراء وهو يتابع خطاب رئيس مجلس الاعيان باهتمام.