خازوق النواب

خازوق النواب
الرابط المختصر

سيشبع النواب الجدد خلال الأيام القليلة المقبلة من دعوات المناسف التي يتعرضون لها يوميا، غداء وعشاء، تحت عنوان بحث تشكيل الكتل البرلمانية.

وفي استغراب شديد الأهمية، يقول النائب المسيّس، الحائز على الشعبية الأولى على محافظة إربد سمير عويس، لا أدري كيف يَطرح بعض النواب تشكيل كتل برلمانية، بين أشخاص لا يعرف بعضهم بعضا إلا خلال ساعات، ومن دون أن يعرفوا كيف يفكر واحدهم.

الكتلة البرلمانية -على رأي عويس- تحتاج إلى برنامج، وهو حتى الآن لم يسمع نائبا يرغب بتشكيل كتلة، أو يفكر بذلك، قد طرح برنامجا تتلاقى الأفكار عليه.

التجارب السابقة في الكتل البرلمانية، تحاول أن تنسحب على المجلس الحالي، وهي كتل هلامية، تتعامل بالقطعة، ولا يوجد أدنى انسجام بين أعضائها، وتتشكل قبل انتخابات رئاسة البرلمان وتوزيع المغانم في المكتب الدائم، ورئاسة اللجان، أما عند مناقشة القوانين، والمواقف التي تحتاج إلى توحيد، فإن الكتل تختلف، وتصبح الخطابات سوق عكاظ، كل يدلي بدلوه، وبما تجود به قريحته، من دون التنسيق مع أعضاء الكتلة.

حتى في مناقشة البيان الوزاري، والتصويت على الثقة في الحكومة، فإن الكتل تتلاشى، وتصبح الحالة، كل يبحث عن مصالحه، ولا ترى موقفا منسجما بين أعضاء الكتلة الواحدة، حتى أنهم لا يتفقون على خطاب واحد، ولا يرضى اي نائب إلا بالحديث الفردي، حتى لو كان طرحه يتناقض مع طرح الكتلة التي ينتمي إليها ، ويصوت في النهاية على الثقة، حسب موقفه الشخصي، أو حسب انسجامه مع تلفون "ألو"، أو إيعاز من النائب المناوب المكلف بالاتصال مع زملائه.

الجديد في لقاءات النواب واجتماعاتهم، أن الجدد منهم حتى الآن، يتطرفون في التعامل مع القضايا المطروحة أمامهم، ولا يزالون متأثرين بالجو الانتخابي، وخطاباتهم أمام الناخبين، فهناك خطوط حمر كثيرة يرددها النواب، برفض التعامل مع الحالات السابقة التي تحاول أن تجدد عهدها، ومواقف متطايرة ضد ملفات الفساد، والأشخاص المتهمين به ، وحساسية "فاقعة" تجاه أي حديث عن رفع الأسعار في المرحلة المقبلة.

وسوف تواجه الحكومة الجديدة، أزمة حقيقية مع النواب، إذا قررت التوجه، حسب نصيحة رئيس الوزراء الحالي عبدالله النسور برفع أسعار الكهرباء والمياه بعد الانتخابات.

كل هذا التطرف وأكثر، تسمعه من نواب جدد، وصغار السن تحديدا، فدرجة الحماس عندهم عالية جدا، وهم متخوفون من أن يُتّهموا شعبيا بأنهم في جيب الحكومة، أو الدائرة، أو الديوان، لكن هذا الحماس يبقى في دائرة الفحص، بانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة

العرب اليوم