حماس والأردن

حماس والأردن
الرابط المختصر

تدفعنا الزيارة الأخيرة التي قام بها قادة حماس للأردن للتوقف عند الدلالات السياسية للزيارة والعلاقة بين حماس والأردن اليوم وغداً. هناك سياسات متباينة في ظاهر الأمر مثل الموقف من عملية السلام وموضوع المقاومة والعلاقة مع سورية وإيران ودول الربيع العربي التي آلت فيها السلطة للإخوان وعلى رأسها مصر، لكن المدقق قد يكون قادراً على تفهم الطرفين لسياسة كل فريق، فالأردن لا يستطيع استنكار المقاومة لأنه يرى التعنت في الجانب الصهيوني المتمثل في إعاقة عملية السلام ورفض القرارات الدولية واستمرار الاستيطان والعبث بالمقدسات واستمرار الاعتقالات والحصار الكبير لقطاع غزة، والأردن يخشى من علاقة حماس بإيران لكنه يتفهمها باعتبار أن الدول العربية كلها تتعامل مع النظام الإيراني حتى التي لها خلاف مع إيران مثل الإمارات والبحرين، فإذا كان هذا جائزاً للدولة بناء على قاعدة المصالح فإن كل مراقب لا يستطيع أن يطلب من حماس قطع علاقتها بإيران لأن مرحلة المقاومة تتطلب الحصول على الدعم من كل داعم حتى لو كان دعماً معنوياً. ويقال في علاقتها بسورية ما قلناه في إيران مع ملاحظة انهيار علاقة حماس بالنظام السوري بعد الأحداث الدامية الجارية في سورية.

وحماس من جانبها تتفهم أن منطق الدولة مختلف عن منطق الحركة فللدولة مصالحها ومساراتها خاصة دولة مثل الأردن حيث محدودية الموارد وخطورة الموقع الجغرافي وسياسة التوازنات التي يسلكها النظام الأردني.

هناك نقط التقاء بين حماس والأردن، فقد تجاوز الطرفان قصة إبعاد حماس وإغلاق مكاتبها حيث كان قراراً تتطلبه مصلحة الأردن العليا، وما عاد البحث في تلك القصة مفيداً بل التطلع للمستقبل هو المناسب حيث يستطيع الطرفان نسج علاقة متميزة تتكئ على إيجابيات تاريخية منها احتضان الحركة في بداية نشأتها وإنقاذ حياة خالد مشعل وتحرير موسى أبو مرزوق وفك أسر الشهيد أحمد ياسين، والأمر الهام سياسياً التوافق التام بين الأردن وحماس على رفض ومقاومة الوطن البديل، كما أن علاقة حماس تساعد على تخفيف الاحتقان بين إخوان الأردن والدولة الأردنية خاصة بعد الانتخابات الأخيرة حيث يمكن أن تلعب حماس دوراً إيجابياً لتبقى علاقة الإخوان بالنظام كما كانت عبر التاريخ الطويل.

لكل ما سبق فإنني مع تطوير العلاقة بين حماس والأردن، فالرابح الطرفان، وقد يلعب الأردن دوراً في المحافل الدولية بحسن علاقته بحماس والسلطة بعد أن أصبحت مصر غير متفرغة للقضية الفلسطينية لانشغالها بالأمن الداخلي.

وإن وجود المستشفى الأردني العسكري في غزة التي تسيطر عليها حماس هو خيط مهم للجميع حيث الدور الأردني المقبول إسرائيلياً ودولياً بعيداً عن السفن التي تحاول كسر الحصار من دون جدوى

العرب اليوم

أضف تعليقك