حكومة‎ ‎الطراونة‎ ‎تشرب‎ "‎حليب‎ ‎السباع‎" ‎

حكومة‎ ‎الطراونة‎ ‎تشرب‎ "‎حليب‎ ‎السباع‎" ‎
الرابط المختصر

تتعبط" حكومة الدكتور فايز الطراونة كل الملفات الساخنة، وحين تسأل تجيب بأنها حكومة شفافة ولا تقبل بترحيل القضايا حتى وإن كانت شائكة، ولو أثارت الرأي العام وأسهمت بتراجع شعبيتها المتدنية بالأساس، فهي تعرف قبل غيرها أنها انتقالية ومؤقتة ولن تستمر طويلاً!.

ولكن انتقاليتها هل تعطيها المبرر لتمرير كل هذه الملفات دفعة واحدة بدون أن ترمش لها عين، فقد ألقت مفاجأة من العيار الثقيل برفع أسعار المحروقات، بما في ذلك السولار، وظلت تتباهى بأنها لن ترفع سعر الكاز وأسطوانة الغاز؟!.

لم تقدم الحكومة للناس تفسيراً لأسباب الرفع، وهل أسعار السوق العالمي للبترول ومشتقاته ارتفعت، وكأنها غير معنية بإقناع الناس، ومن لم يعجبه فليشرب ماء البحر الميت.

وفي الأساس الأردنيون غير مقتنعين بطريقة احتساب أسعار المحروقات، والعديد من الخبراء يشككون بأرقام الدعم التي تقدمها الحكومة للمشتقات.

المفاجأة الثانية التي فجرتها الحكومة قبل رفع الأسعار كانت التعيينات في المناصب العليا، ولا أريد أن أشارك في رسم مخطط تفصيلي لعلاقات القرابة التي تربط من تم اختيارهم لهذه المواقع، مع قيادات في الدولة حاليين وسابقين.

أعرف بعض المسؤولين الذين نقلوا من مواقعهم، أو تم الاستغناء عن خدماتهم، وهم كفاءات مشهود لها، ليس أردنياً فحسب بل ودولياً أيضاً، وحل مكانهم آخرون يعرف الجميع أنهم ليسوا بكفاءة من استبعدوا.

ومرة أخرى ما هو مصير اللجنة التي شكلت سابقاً لمقابلة وتعيين القيادات الحكومية، وأين هي أسس الشفافية التي اتبعت في "جمعة مشمشية" لاختيار المسؤولين عبر اختبارات وإعلانات للتنافس تراعي قواعد الحاكمية الرشيدة، هل انتهت وعاد العبث في التعيينات الذي يعتبر من أكبر مظاهر الفساد في الدولة الأردنية؟.

لا أشكك بمن عينوا، ولكن الرأي العام يطلب من الحكومة أن توضح القواعد والأسس التي اعتمدتها في الاختيار، عدا القرابة والصداقة فهذه يعرفها الناس.

وآخر الملفات أن تتجاهل الحكومة عرض قانون الضمان الاجتماعي على البرلمان، وتضرب بمطالبة دستورية بإدراجه على الدورة الاستثنائية عرض الحائط، وتصر على إدراج قانون المطبوعات والنشر المعدل، الذي لا حاجة ملحة له سوى الإضرار بصورة الأردن، والتضييق على الحريات، وتقرر مواجهة الإعلام الإلكتروني مهما كلف الثمن.

باختصار حكومة فايز الطراونة لم تشرب "حليب السباع" فقط، وإنما هي حكومة "سوبرمان"، فهي وحدها دون غيرها من تقرر مواجهة الجميع بارتياح واسترخاء، أما الربيع العربي وما حققه من إنجازات فلقد ولى بنظر هذه الحكومة.

الغد

أضف تعليقك