جمعة الخصاونة الأولى
سجله النظيف خدمه في التكليف فهل يخدمه اداؤه بعد التشكيل?
مرت مسيرات الجمعة الاولى على الرئيس المكلف عون الخصاونة بسلام, اذ لم يسمع هتاف أو يرفع شعار واحد ضده سواء في المحافظات أو في عمان.
ويبدو ان سجل الخصاونه الخالي من الشبهات وعدم توليه مناصب تنفيذية من قبل أسعفه في الشارع الذي ظل يمطر سلفه بالانتقادات منذ اليوم الاول لتكليفه مرة ثانية.
في المحافظات كما في عمان صب المتظاهرون جام غضبهم على قرارات وممارسات تعود لفترة الحكومة السابقة, فهتفوا ضد تحويل نشطاء حراك الطفيلة الى المحاكم, ونددوا بالاعتداء على المشاركين في اجتماع سلحوب.
كما لم يخف المشاركون في المسيرات غبطتهم برحيل الحكومة وتكليف الخصاونة وهتفوا : "البخيت باي باي, المصلح هيو جاي" في اشارة إلى عون الخصاونة.
مسيرة الاسلاميين وسط العاصمة امس حملت شعارات هادئة حسب وصف اعلاميين ومراقبين, كان ذلك متوقعا بالطبع, ففي الليلة التي سبقت المسيرة كان قادة الحركة الاسلامية يجتمعون مع الخصاونة في منزله, وسبق ذلك تصريحات ايجابية بحق الرئيس المكلف واستعدادا للتعاون معه في المرحلة المقبلة.
بشكل عام ساهمت استقالة حكومة البخيت وتكليف الخصاونة بتشكيل حكومة جديدة في التخفيف من حدة الاحتقان في الشارع, وانعكس ذلك بتراجع في سقف الشعارات المرفوعة, لكن الحراك الشعبي لم يتراجع عن مطالبه الاساسية والمتمثلة في مكافحة الفساد واصلاح النظام .
الخصاونة اذا وبخلاف رؤساء حكومات سابقين يستهل عهده في وضع مريح نسبيا, والفرصة مواتية امامه لتغيير الصورة السلبية عن الحكومات التي تشكلت في السنوات الاخيرة والبدء في عملية طويلة لجسر الهوة بين الدولة والمجتمع, واستعادة الثقة المفقودة.
المهمة شاقة بالفعل وتتطلب ارادة قوية من الخصاونة, وفريقا وزاريا متجانسا ونزيها, يؤمن بالاصلاح وبالحاجة إلى مكافحة الفساد وتحضير البلاد لدخول مرحلة جديدة وعلى كافة الصعد.
وفي الطريق إلى هذا الهدف عقبات كبيرة ومصاعب جمة ستلاقي الخصاونة داخل "السيستم" وخارجه وعليه منذ الآن ان يحسم امره, إما بمواجهتها والتغلب عليها, وعندها سيحظى بدعم الاغلبية في الشارع, أو الاستسلام لقوانين اللعبة السائدة, وحينها سيغادر "الدوار الرابع" في زفة كما غادره آخرون من قبل.
سجل الخصاونة النظيف خدمه في التكليف فهل يخدمه اداؤه بعد التشكيل.
العرب اليوم