ثقة بالحكومة

ثقة بالحكومة
الرابط المختصر

أكتب هذه المقالة قبل التصويت على حكومة البخيت الثانية بساعات ، ولست أنتظر رقم الثقة أو عدمها بحكومة البخيت ، لأنني متابع لأداء هذه الحكومة ، منذ ساعات تشكيلها الأولى ، بخاصة أن كتاب التكليف السامي ، جاء معتمدا على التوقيت ، بمعنى أننا كمتابعين وكمواطنين ، نستطيع أن نحكم على أداء الحكومة الحالية منذ اليوم الأول ، فكل كتاب التكليف إجراءات ، وتوجيهات واضحة للحكومة بالقيام بإجراء ما منذ صدور الإرادة الملكية السامية بتكليفها.

لكن اللافت للنظر هو ما سمعناه في كلمات بعض السادة النواب أمس الأول ، أثناء مناقشتهم للثقة بالحكومة الحالية ، حيث لجأ بعض السادة النواب إلى إعلان براءة من الحكومة ، كخطوة استباقية لما سيكون عليه أداء الحكومة ومدى رضى وثقة الشارع بهذا الأداء ، وكخطوة لاحقة للتكفير عما قدموا من ثقة للحكومة السابقة .

ينبغي القول إن أشد الظروف السياسية قسوة ، التي يمكن أن تتعرض لها الحكومات ، هي الظروف الحالية التي تقع على الحكومة الحالية ، ولا منصف ينكر أن الحكومة تعاملت بمنتهى الانفتاح والرشاقة والالتزام بكتاب التكليف السامي ، وحققت ومنذ أيامها الأولى انجازات وخطوات كبيرة ، تعبر عن مدى أهليتها لإدارة هذه المرحلة السياسية القاسية ، وهنا يبدو غريبا موقف بعض السياسيين من هذه الحكومة ، ففي الوقت الذي كانت فيه حكومات سابقة تضع قوانين مؤقتة تسيء للحياة السياسية وغيرها ، وكانت تلجأ للمواربة والتضليل والخداع وترحيل الأزمات ، نقول في ذاك الوقت ، كان بعض السياسيين يصفقون ويهتفون لمثل ذاك الأداء البائس ، وهو التصفيق والتأييد الذي اختفى ، وحرمت منه حكومة تستحقه (حتى الآن)،

أعتقد أن على كل من يدعي حب هذا الوطن ، ويدعي حمايته والحرص عليه ، أن يراعي دقة وحساسية الظرف الذي نعيشه ، ويرحم الوطن من رأيه الغريب وإصراره على الاستعراض في وقت يستدعي النفير الصادق للحفاظ على الوطن وحمايته.

كل الثقة بحكومة الإنقاذ التي يقودها البخيت بصدق وبراعة وتفان.

الدستور