تنبؤات الدراسات المستقبلية حتى عام 2030
في رصد لنتائج بحوث 27 عالما من علماء العلاقات الدولية في الدراسات المستقبلية خلال العامين 2018-2019 ، ونتائج بحوث عشرة من علماء العلوم التطبيقية ، يتضح أن هناك ثلاثة اتجاهات كبرى حظيت بالتوافق بين اغلب هؤلاء العلماء، ويترتب على هذه الاتجاهات نتائج تفصيلية على النحو التالي:
أولا:المكانة الامريكية:
استمرار تآكل المكانة الدولية للولايات المتحدة في إدارة العلاقات الدولية: وابرز مؤشرات هذا التراجع هي :
أ- ان " ايقاع التطور " التقني والاقتصادي والعسكري في الدول الكبرى الاخرى( الصين وروسيا واليابان واوروبا والهند ) يسير بوتيرة اسرع من " ايقاع " التطور الامريكي.
ب- اتساع نطاق خلافاتها مع اغلب دول العالم الهامة وهو ما يزيد من اعبائها ويعرقل حركتها
ت- احتلالها للمركز الأول بين الدول الصناعية في ضخامة الفروق بين الطبقات ومعدل الجريمة .
ثانيا: مشروع الحزام والطريق:
سيكون المشروع الصيني الكبير " الحزام والطريق" هو المشروع الذي ستتمحور حوله المماحكات الدولية ، ومؤشرات ذلك هي:
أ- ان عدد الدول التي سيشملها المشروع بشكل مباشر هي 62 دولة في آسيا واوربا وافريقيا(32% من دول الأمم المتحدة )، كما ان الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالمشروع شملت 126 دولة(65% من دول الامم المتحدة) و 29 منظمة دولية.
ب- ان حجم نفقات المشروع ستصل في التقديرات الاولية الى معدل 6 تريليون دولار (ما يقارب ثلث الانتاج المحلي السنوي الامريكي)
ت- بوادر الجدل السياسي حول المشروع والذي ظهر من قبل بعض الدول الاوروبية (بريطانيا) والآسيوية(ماليزيا) باعتباره " استعمارا جديدا( neocolonialism) او كما اطلق عليه البعض " دبلوماسية فخ الدين" (debt-trap diplomacy) بل إن بعض الدول مثل الهند رأت فيه " تجاوزا على مبدأ السيادة القومية"، كما أن الولايات المتحدة ترى في بنك البنية التحتية المرتبط بالمشروع أداة صينية لمنافسه مؤسسات بريتون وودز التي تسيطر عليها.
ث- احتمالات " عسكرة " بعض مفاصل المشروع لحمايته ، وهو ما سيعزز المخاوف من تكرار عسكرة البحر في مرحلة الثورة الصناعية الحديثة مع كل ما جره ذلك من صراعات دولية.
ثالثا: التطور التقني :
سيواصل التطور العلمي والتكنولوجي تضييق الخناق على العقائد والآيديولجيات والثقافات المختلفة، ويمكن الاستدلال على ذلك طبقا لما قاله A.Negfaken من اكاديمية العلوم الروسية بأن كل ما نتخيله سيتحقق يوما ما، فمثلا عندما وضع Jules Verne كتابه From Earth to the Moon عام 1865، تحققت نبوءته بعد 104 سنوات عند هبوط آرمسترونغ على سطح القمر، وعندما تخيل Edward Bellamy في روايته Looking Backward عام 1887 عن استخدام ال" credit card" تحول ذلك لحقيقة لاحقا، فما هي المناطق المرشحة للتطور التقني، :
أ- ان العالم سينتقل من سباق التسلح الى سباق تحسين الصفات الوراثية للبشر برفع الذكاء والوصول لمجتمعات العباقرة( من سباق التسلح لسباق تحسين الجينات).
ب- التحكم في حركة الغيوم وتثبيتها في اماكن محددة او توجيهها لاماكن عطشى بدلا من سقوطها في اماكن غير محتاجه لها، أي تحريك الغيوم بواسطة " Remote Control"
ت- انتاج السيارة " بدون سائق" يسيرها الكومبيوتر ويمكنك استدعاءها من أي مكان للمكان الذي انت فيه.
ث- احتمال "شفط" مياه بعض المحيطات ونقلها الى القطب الشمالي لتحويلها الى ثلوج لتلطيف درجات الحرارة المرتفعة على سطح الارض.
ج- التحكم في نوع المولود المطلوب " ذكرا او أنثى" بل والتحكم في صفاته( Baby Design )
ح- التثبت من وجود كائنات اخرى في الكون غير البشر وتعيش في مجرات لم يتم اكتشافها سابقا.
اخيرا ...ناموا ولا تَستيقظوا ..ما فازَ الا النوم ُ.