آلية تسعير المحروقات عادة شهرية , تلتزم بها الحكومة تنفيذا لقرار العودة الى التسعيرة الشهرية , فما الجديد ؟.
الجديد هنا هو أن أسعار النفط عن الشهر السابق ارتفعت بالمعدل حتى لو أن كثيرا من الناس لاحظوا تذبذبها , أو لمسوا تراجعها في نهاية الشهر , فالتسعير لا يبنى على يوم أو أسبوع والتسعيرة لا تعتمد سعر برميل النفط وان كان يؤخذ بالاعتبار , بل تبنى على أسعار المشتقات النفطية العالمية , التي تتضمنها نشرة عالمية تصدر بهذا الخصوص , والفروقات في أسعار المشتقات غالبا ما تكون مغايرة صعودا أو هبوطا لأسعار النفط الخام , اذ ليس بالضرورة أن تتراجع أسعار السولار أو البنزين تبعا لتراجع أسعار الخام , فالأولى محكومة لعوامل منها العرض والطلب وكلف التكرير أما الثانية فبالاضافة الى العرض والطلب تتأثر بعوامل سياسية واقتصادية وغيرها , يستورد الأردن بواقع 3 شحنات شهريا من نفط دبي - عمان الخام شهريا حجم كل شحنة منها مليون برميل , عن طريق تعاقدات مع شركة أرامكو السعودية المزود الوحيد , ترد بحرا من رأس تنورة الى ينبع ومنها الى العقبة وبعمولات نقل تختلف بين شهر لاخر بحسب ما تحدده أرامكو . وتبنى آلية التسعير على قائمة أسعار المشتقات النفطية عن توريدات الشهر المقبل, فمثلا أسعار الشهر الأخيرة بنيت على واردات الشهر الماضي , وهكذا .
كنا طالبنا بأن تكون هناك أسعار يومية للمحروقات كما هو سائد في دول العالم , لكن ما يعيق ذلك هو أن مستوردا واحدا لا يزال يتولى المهمة , ما يحتم تسريع إجراءات تحرير سوق المحروقات , إذ لا يكفي البدء فقط بخطوة التوزيع التي باتت تتولاها ثلاث شركات .
تسعير المحروقات عملية إقتصادية مرتبطة بتغير أسعار النفط والكلف الإضافية مثل النقل والتخزين والتكرير وغيرها من العناصر الأخرى , وهي عملية متقلبة , وعليها تتحدد الأسعار المحلية فتارة ترتفع ومرة تنخفض وثالثة تستقر . نأمل أن تتولد عوامل تقود الى استمرار تراجع أسعار النفط ما ينبئ بلا شك بتخفيضات على الأسعار إعمالا لآلية السوق التي هي العمود الفقري لسياسة اقتصاد السوق , لكن الأحداث فيما يبدو تخالف الأمال .
الراي