بين الاستقلال ودافوس

بين الاستقلال ودافوس
الرابط المختصر

أثبت الاقتصاد الأردني منذ ذكرى الاستقلال قبل 67 عاما الى اليوم أنه اقتصاد قادر على مواجهة التحديات بكافة أشكالها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وقد بدأت مسيرة الاقتصاد الأردني مع التحديات منذ لحظات الاستقلال، فلم يكد الاقتصاد يبدأ بالإعداد لأساسيات الدولة المستقلة ويبني عمادها حتى اندلعت حرب عام 1948 ونتج عنها لجوء ما يزيد على 100 ألف نسمة شكلوا في حينه ما يزيد على 25 بالمئة من السكان واستمر تاريخ الأردن مع التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية منذ ذلك الحين الى اليوم، حيث يواجه الأردن بصمود كبير ما يتأثر به من النسق العالمي جراء الأزمة المالية العالمية التي بدأت منذ العام 2008 واستمرت تبعاتها الى اليوم، وكذلك آثار الحراك الشعبي في المنطقة والأردن والذي بدأ منذ نهاية العام 2010 والى اليوم.
واليوم ونحن نشهد انعقاد مؤتمر دافوس في البحر الميت للمرة السابعة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ويتأثر بها الأردن بشكل كبير، علينا أن نفخر بإنجازات اقتصادنا وحسن قيادة دفته منذ تأسيس الإمارة الى اليوم.
بيد أنه من المفيد في خضم هذه الاحتفالات والأحداث المهمة تذكير مسؤولينا المهمين أننا لسنا غريبين عن ما يواجهه الاقتصاد من تحديات ولم نغفل عنها يوما ولم نقل أن الوضع في أفضل حالاته.
ولعل التقارير الدورية لم توفر الأردن في كافة أنواع الانتقادات والإشارات حول الوضع الاقتصادي ولعل آخر تلك التقارير ذلك المتعلق بوكالة ستاندرد اند بورز والذي خفض التصنيف الائتماني للأردن في بعض المجالات الى السالب.
وبالتالي من حضر الى دافوس من دول العالم المختلفة جاء وفي ذهنه تحديات الاقتصاد الأردني وشكوكه حوله، وكان يتوقع أن نقول له ما هي الفرص التي سنولدها في خضم التحديات وما هي خططنا لمواجهتها وأين نحن ذاهبون في المرحلة القادمة وما هي بوصلة الاقتصاد الأردني اليوم بعد أن فقدنا التوجه والبوصلة الاقتصادية بين ليبرالية مستبدة استولت على القرار وصنع القرار وبين دعوات التأميم واتهامات الفساد وتهميش القطاع الخاص حتى في ابسط القوانين والأنظمة التي تخصه.
الغريب أننا استقبلنا دافوس وعيد الاستقلال بسلسلة من التصريحات بدأت بعدم القدرة على دفع الرواتب، انتقالا الى حديث قبل يوم من افتتاح دافوس لأحد المسؤولين حول صعوبة المرحلة وصعوبة العام الحالي انتشر في كافة الصحف والمواقع الإخبارية، ثم جاءت تصريحات وأحاديث كبار المسؤولين الحكوميين في دافوس حول التحديات والصعوبات لننشر الغسيل بشكل اكبر وكأننا نقول لعل احدهم لم يسمع مشاكلنا وهمومنا وصعوباتنا!!
مؤتمر دافوس هو تظاهرة للحديث عن المستقبل وفرص النمو والتوجهات نحو التعامل مع مشكل البطالة والفقر وتحريك عجلة الاقتصاد وفرص التنمية وإدماج القطاع الخاص وإطلاق المشاريع، وجذب اهتمام مستثمرين جدد الى الاقتصاد الأردني، وقد كان فرصة نادرة في عيدنا السابع والستين للاستقلال لنقول إننا قادرون على حماية استقلالنا والنهوض باقتصادنا.
بيد أن البعض اعتقد أنه مؤتمر للمانحين وتصرف على هذه الشاكلة. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وكل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الاستقلال.

العرب اليوم

أضف تعليقك