بيان العسكر..قسم الموالاة والمعارضة فلا يقسم الوطن..!

بيان العسكر..قسم الموالاة والمعارضة فلا يقسم الوطن..!

-1-

لا اعرف من الذي طرق باب المغارة و فتح باب جهنم هذا ، بحوار الوطن البديل وحق العودة والذي اختزل اخره الى خلاف جوهري على بيان السادة المتقاعدين العسكرين الذي شق المعارضة والموالاة على نحو غريب

 

..!

-2-

 من كان يعتقد ان موقفا سياسيا ليس فيه حل وسط ، سيجعل ليث شبيلات واحمد عبيداتوخالد محادين في جبهة لا يمكن ان تلتقي مع السادة جبهة العمل الاسلامي التي كانت مشغولة بانتخاباتها الداخلية ، فحماها الظرف من الانزلاق في مهاترة سياسية ، فيما وجد اكثر المعارضيين الاعلاميين انفسهم على مسافة بعيدة من قواعدهم الشعبية ، منحازين الى بيان السادة المتقاعدين العسكريين ، على نقيض سياسي مع الحكومة التي تغاضت كجبهة العمل الاسلامي عن الخوض في المعركة القائمة لاسباب مختلفة، فيما كان واضحا من مقال دولة الرئيس فيصل الفايز ، ان العسكر مثلهم مثل بقية الشعب يخطئون ويصيبون وليسوا بخط احمر خارج حدود المساءلة..!

-3-

 الجدل القائم اليوم ، والذي انتهى ببيان السادة العسكر ليس بجديد وعمره قريبا من عام ، منذ حرب غزة التي كان للحكومة الاردنية موقفا ايجابيا من صمود حركة حماس ، واستمر الى ما بعد ذلك من الاعتراف الضمني عبر الارساليات الطبية الاردنية التي رأى البعض انها احتجاج اردني بصورة ورقة ضغط حول ما يتداول في اروقة السياسة الاسرائيلية ،وبدون موقف صريح من السلطة الفلسطينية، وصار هذا الحوار يفتت النسيج الوطني الذي لم يعد الحديث عنه بالواقع الفاضل او الرومنسي المعتاد، صحيح ان هذا الحوار على الطرف الرسمي ، وعلى صعيد المعارضة الكبرى جبهة العمل الاسلامي يعبر عنه ضمنيا فقط، لكن الموالاة شبه الرسمية منقسمة على نفسها ، شأن المعارضة السياسية الوطنية ، وشأن اليسار الاردني ، والقوميون الجدد اذ يتعسكر موقف كل حسب اصوله في افق سياسي خطير ولعله الاول في تاريخ الاردن اذ تتأجج مثل هذه النزعات ، لم ياكن مالوفا في عهود سابقة شكل فيها زعيم الحزب الاشتراكي سليمان النابلسي حكومة اردنية فيما اسس نايف حواتمة احد اهم الفصائل الفلسطينية المقاومة ،الوضع مضطرب ومتشابك وبدون قواسم مشتركة بين الموالاة نفسها والمعارضة كذلك..!

 -4-

 باعتقادي ان البيان الذي صدر عن الستين من السادة المتقاعدين العسكريين ، ليس هو الاهم اليوم ، وان كان الشرخ الظاهر اليوم بين اكثر اطياف الوطن السياسية قد ظهر معبرا عن هذا البيان ، لكنه ليس بحجم الاهمية التي لُبست له ، فالمتقاعدين العسكريين شأن المتقاعدين المدنيين ، والقانون الذي كان يحضر مثلا على العسكريين المشاركة في الاحزاب والمشاركة في الانتخابات البرلمانية ، كان يسمح لهم بكل هذا في حال تقاعدهم ، وهناك عشرات المتقاعدين العسكريين ممن اصبحوا قادة سياسيين ونواب وحجبوا الثقة عن حكومات كانت المعارضة السياسية المنهجية تمنحهم الثقة ، ليس غريبا ان يختلف ستين متقاعدا عسكريا مع رائ الحكومة او رائ الشعب ، فهذا شان لا يختلف لو كان البيان قد صدر مثلا عن ستين وزيرا متقاعدا من وزراء جبهة العمل الاسلامي والوزراء القوميين او اليسار ، او حتى وزراء اليمين الذين انتهى دورهم السياسي بتغير الحكومات وتم نسيانهم لان لكل حكومة ( رجالاتها) وايدلوجياتها وعلاقتها قبل ذلك ، ماذا لو اصدر البيان مثلا ستين وزيرا مرّ على خروجهم من الوزارات اكثر من عشرة سنوات بلا دور سياسي ، كان الامر سيأخذ نفس الهالة الاعلامية من ان ستين وزيرا خدموا تحت لواء الحكومات الاردنية يختلفون مع ايدلوجية الحكومة الراهنة في مفهومها للوطن البديل والمواطنة وحق العودة ، وهي مفاهيم اليوم يبدو انها (تتمفصل) بدون حلول وسط. او تأويل وسط.!

 -5-

 مازلنا نعيش على ثري الاردن ، ومازالت فلسطين محتلة ويعيش الفلسطينيون بسبب هذا الاحتلال على ثرى الاردن وهو واقع لا نستطيع تغيره ، فلا تمتلك المعارضة المقسومة على نفسها ولا الموالاة كذلك ان تحرر فلسطين ، ولا يمتلك العالم العربي كله قرارا موحدا بتحرير فلسطين على خطة المائة عام القادمة ، فلا يكون بيان السادة العسكريين الذي انقسمنا جميعا حوله ، طريقا اخرَ لقسمة الوطن في ظروف لسنا نحن العنصر الرئيس فيها ، مادامت فلسطين محتلة وكلنا الحلقة الاضعف في معادلة تحركنا ولا نحرك فيها الا ما يبقي على الحال كما هو

 

..!

أضف تعليقك