بعيداً عن العاطفة

بعيداً عن العاطفة
الرابط المختصر

يوم واحد يفصلنا عن موعد مباراة منتخب النشامى مع ضيفه منتخب الأوروجواي في المحلق العالمي المؤهل لمونديال البرازيل عام 2014.

مباراة النشامى مع الأوروجواي التي ستقام غداً على ستاد عمان الدولي، تحظى باهتمام غير مسبوق يحدث لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية -جماهيرياً وإعلامياً- وعلى كل المستويات حتى إن بطاقات الدخول نفدت بعد طرحها في نقاط البيع في أقل من ساعتين، وأصبحت للأسف متداولة في السوق السوداء، وبأسعار خيالية.
في غمرة التحضير والحديث الذي لا ينقطع يومياً عن هذه المواجهة المصيرية، يجب علينا أن ندرك أن المهمة صعبة جداً، لكنها في عالم كرة القدم ليست مستحيلة.
نثق وندرك أن منتخب النشامى سيقدم كل ما في جعبته لتحقيق الفوز، ورسم البسمة على وجوه الجماهير من منطلق الحرص على سمعة الكرة الأردنية، ومواصلة الإنجاز الذي وصف على أنه أقرب إلى الإعجاز في ظل الإمكانات المالية المحدودة، وشح الموارد، وضعف البنية التحتية التي تعاني منها الكرة الأردنية بشكل عام، مقارنة بدول الجوار -وعلى سبيل المثال- دول الخليج العربي مثل قطر والسعودية والإمارات.
ما يصعب من مهمة النشامى أن المواجهة مع منتخب الأوروجواي ستقام على مرحلتين ذهاباً وإياباً، في حين أن الفرصة ستكون أكبر لو كانت من خلال مباراة واحدة على أرض محايدة، كما حصل في تصفيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 حين لعبت مصر مع الجزائر في السودان في مباراة فاصلة مؤهلة عن القارة الأفريقية.
في التشكيلة التي اختارها المدير الفني لمنتخبنا الوطني حسام حسن 5 لاعبين محترفين مع أندية سعودية، وهم: محمد مصطفى، وشادي أبو هشهش، وعبد الله ذيب، ومصعب اللحام وخليل بني عطية، و3 لاعبين محترفين مع أندية كويتية وهم: أحمد هايل، وعدي الصيفي، وسعيد مرجان، واللاعب ثائر البواب محترف فريق غاز ميتان الروماني، والبقية من أنديتنا المحلية، بينما يضم منتخب الأوروجواي لاعبين محترفين مع أقوى الفرق في قارة أوروبا أمثال: لويس سواريز (ليفربول الانجليزي)، ادينسون كافاني (باريس سان جيرمان الفرنسي)، مارتن كاسيريس (يوفنتوس الايطالي)، كريستيان ستواني (اسبانيول الاسباني)، دييغو فورلان (انترناسيونال البرازيلي) ماكسيميليانو بيريرا (بنفكا البرتغالي)، الفارو بيريرا (انتر ميلان الإيطالي)، كريستيان رودريغيز (اتلتيكو مدريد الاسباني)، وبقية اللاعبين حدث ولا حرج!
منتخب الأورجواري الذي تأسس اتحاده عام 1900 -أي قبل 113 عاماً- له انجازات واضحة في أكبر البطولات الكروية (كأس العالم وفاز باللقب عامي 1930 و1950)، كوبا أميركا (15 لقباً)، كأس القارات، دورة الألعاب الأولمبية وشارك مرتين في المحلق العالمي المؤهل للمونديال عامي 2006 و2010، إضافة إلى خبرة المواجهات القوية، واللعب تحت الضغط وأمام الجماهير الغفيرة.
بعيداً عن العاطفة، وليس تقليلاً من شأن النشامى، يجب علينا إعطاء المنتخب الضيف حجمه الذي يستحق، وعدم تحميل اللاعبين والجهاز الفني أكثر مما يتحملون، ولنكن أكثر واقعية بأن النشامى أمام اختبار حقيقي، أمام منافس لا يمكن أن يقارن مع المنتخبات التي سبق وان لعبنا أمامها في التصفيات الأسيوية مثل اليابان واستراليا وأوزبكستان.
للتذكير، منتخبنا التقى مرة واحدة مع منتخب الأورجواي، وكان ذلك في الدور الأول من نهائيات كأس العالم للشباب التي أقيمت في كندا عام 2007، وانتهى اللقاء لمصلحة الأوروجواي 1 /صفر.
ختاماً.. كان الله في عون النشامى وهم يواجهون منتخباً قادماً من قارة أميركا الجنوبية، حيث سيكتب التاريخ أسماءهم بأحرف من ذهب فيما لو نجحوا بتحقيق الفوز، وقلب كل التوقعات.

أضف تعليقك