بعض الأقلام

بعض الأقلام
الرابط المختصر

التقى جلالة الملك قبل أيام مع رؤساء تحرير الصحف اليومية ونقيب الصحفيين، ومسؤولين عن وسائل الإعلام الرسمي، وتحدث جلالته عن الوضع العام، سياسيا واقتصاديا واعلاميا، وحسب خبر وكالة الأنباء «بترا» فقد وردت عبارة «بعض الأقلام» في كلام جلالته، وكذلك على لسان رئيس الوزراء معروف البخيت.. بعض الأقلام في الصحف وفي وسائل إعلام أخرى، تساهم الى حد بعيد في «تسويد الصفحة الأردنية الناصعة البياض».

رئيس التحرير المسؤول لجريدة «الدستور»، الزميل الأستاذ محمد حسن التل، حضر اللقاء مع جلالة الملك، فكتب مقالة بعنوان «النقد الأسود» تم نشرها على الصفحة الأولى من عدد «الدستور» المنشور يوم الثلاثاء، وصحيح أنني لم أتشرف بحضور اللقاء مع جلالة الملك، ولم أقف على كامل تفاصيله، لكنني قرأت ما كتبه رئيس تحرير «الدستور»، ومن خلال مقالة «النقد الأسود» جدد التل التزامه والتزام «الدستور» المعروف بالرسالة الوطنية الإعلامية الصحفية المهنية الحرة النظيفة، المطلوب رعايتها وإبرازها للمتلقي الأردني وللمتابع الداخلي والخارجي..

تحدث الزميل التل عن النقد أبيضه المطلوب، وأسوده البشع غير المرغوب، وتحدث عن نوعين من الجلد لجسد الوطن، تمارسه بعض الأقلام، الجلد «السادي» الذي يمارسه البعض على جسد الوطن وباسمه، تعبيرا عن نظرة متطرفة تعبر عن فهم منحرف وغير سوي ولا تنويري، ولا يتفق مع رسالة نقل الحقيقة المضيئة التي قام بها أنبياء ورسل، حيث لا يستوي التنوير والنقد الأسود وممارسة الجلد، مع نورانية المعرفة والعلم والتبصر بالحقائق، وقال التل عن الجلد الآخر الذي يقوم به بعضهم خدمة لأجندات خاصة، أو انتهازية وابتزازا.. والذي يمكنني تسميته «الجلد مدفوع الأجر»، والذي تقوم به «بعض الأقلام»، ليحصد الوطن مزيدا من تضليل وخداع، وتخرج الصورة الإيجابية البيضاء متشحة بسواد بغيض، فاض في عدة مناسبات ليصب في غير قناة الوطن ومصلحته العليا، وقضاياه المصيرية.

بعض الأقلام أو انحراف ممارسة حق حرية التعبير والإعلام، هما النوع الأخطر من الفساد الذي يهدد وطنا آمنا حرا ومستقرا، وقد نقبل أن تنطلق الصرخات والاستغاثات وربما المبالغات من بلاد غير ديمقراطية وغير حرة، تسفك فيها دماء الأبرياء، أو تربض فيها جحافل جيوش احتلال، أو ترزح تحت نير حكم دكتاتوري، لكن ما مبرر أن تخرج الصرخات والاستغاثات من بلد بل وطن آمن مستقر، ديمقراطي حر، لا يقمع فيه رأي ولا تكمم فيه أفواه، يقوم صاحب القرار السياسي فيه بدور الثائر والمعلم والمحرر والإصلاحي الأول؟!.. لا مبرر مطلقا للنقد الأسود الصادر عن «بعض الأقلام» سوى المرض أو إصابة عرض أو غرض من أغراض التجارة السوداء، التي يتم فيها بيع الضمائر والأوطان.

جلالة الملك؛ قرع جرس رفع سقف الإعلام والصحافة، لأنه يؤمن بالحرية ، ويؤمن بأهمية رسالة التنوير والحقيقة والمعلومة الصادقة، الهادفة للبناء وليس للهدم، وقال وما زال يقول ويوجه الصحافة والاعلام للقيام بدورهم الانساني المسؤول، لتوسيع مدارك الناس والجمهور وأصحاب القرار بفكرة أو حكمة أو معلومة نقية، تخدم الناس والوطن، وتكشف للمراقب عن الصورة الأردنية الجميلة، التي تعمل جهات كثيرة جاهدة على تشويهها وربما تغييبها عن كل العيون والقلوب والعقول.

نعلن براءتنا كصحفيين في مدرسة «الدستور» من الإساءات التي تصدر عن «بعض الأقلام»، وهي البراءة التي وردت عزما وفكرة ونوايا، بل مبادىء مقيمة في ذهنية ووطنية رئيس التحرير المسؤول الزميل محمد حسن التل، ونعلن أن فضاء وصفحات «الدستور» كما فضاء وصفحات الوطن.. حرة بيضاء نقية، منارة حقيقة ومعرفة ومدرسة إعلامية أردنية مهنية، ومضخة قيم إنسانية نبيلة شريفة، ومخفر بل درع متقدمة لحماية الوطن الآمن ومصالحه ومستقبله.

«الدستور» كانت وم ازالت وستبقى بإذن الله وبرعاية أساتذتها، خالية من «بعض الأقلام» وعصية عليها.

الدستور

أضف تعليقك