بعد انتهاء "عرس" البلديات.. تبدأ المعركة الحقيقية

بعد انتهاء "عرس" البلديات.. تبدأ المعركة الحقيقية
الرابط المختصر

وضعت الانتخابات البلدية أوزارها، ولم تخرج مجرياتها ونتائجها عن المتوقع إلى حد بعيد؛ إذ انطبق عليها بشكل عام، ولاسيما في عمان والزرقاء وإربد والرصيفة، وصف "العرس عند الجيران"!

نحو 900 ألف ناخب وناخبة (141 ألفا في عمان، و750 ألفا في باقي البلديات)، من أصل 3.7 مليون ناخب يحق لهم الاقتراع، شاركوا في الاقتراع أول من أمس، وانتخبوا رؤساء وأعضاء نحو مائة مجلس بلدي، إضافة إلى 22 عضوا منتخبا لمجلس أمانة عمان الكبرى.

وكما كان متوقعا، فقد جاءت نسبة المشاركة العامة في الانتخابات البلدية، على مستوى المملكة عامة وفي العاصمة عمان والمدن الكبرى، منخفضة ومتواضعة، فيما كان محكوما عليها مسبقا بأنها منزوعة "الدسم" سياسيا؛ مع مقاطعة الحركة الإسلامية من جهة، وتواضع مشاركة الأحزاب والقوى السياسية الأخرى في العرس الانتخابي، من جهة أخرى.

اللافت أن الحكومة التي أصرت على إجراء الانتخابات البلدية في موعدها المقرر منذ أشهر، رغم معارضة تيار نيابي وبلدي وازن، وأيضاً رغم مقاطعة الحركة الإسلامية، شددت (الحكومة) منذ اليوم الأول على أنها معنية فقط بنزاهة وشفافية هذه الانتخابات، وحسن إجرائها بعيدا عن التدخلات والضغوط، بدون منح الأهمية لنسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات، أو على الأقل وضع هذه المشاركة في المرتبة الثانية.

وما لا تريد الحكومة الاعتراف به هو أن هذه الانتخابات منزوعة الشرعية السياسية إلى حد ما أيضا؛ بغياب أبرز واجهات المعارضة السياسية، وهي حزب جبهة العمل الإسلامي الذي أصر على مقاطعته للانتخابات، على غرار موقفه من الانتخابات النيابية والعملية السياسية برمتها.

ولا يمكن للحكومة التقليل من غياب الإسلاميين عن عرس الانتخابات البلدية، أو القول بأنه لم يؤثر سلبا.

فاستعراض نسب المشاركة في العاصمة والمدن الكبرى، والتي شكلت دائما معاقل رئيسة للإسلاميين وحضورهم الشعبي في أي انتخابات، يُظهر بوضوح الانخفاض الحاد في نسب المشاركة في هذه المدن التي تضم النسبة الأكبر من الناخبين، ما انعكس على انخفاض النسبة العامة للمشاركة.

البعد الآخر لانخفاض نسب المشاركة في الانتخابات أول من أمس، كان بلا شك الذاكرة الجمعية للأردنيين، وتحديدا في المدن الكبرى، بشأن التجارب المرة السابقة في مثل هذه الانتخابات، والتزوير والتلاعب الفاضح بها، بل ودعم مرشحين فاسدين وغير كفؤين بالتزوير والتلاعب، لإيصالهم لقيادة بلديات كبرى؛ ما خلق عدم ثقة لدى الناس في الكثير من البلديات، ودفع إلى العزوف عن المشاركة والشعور بعدم الجدوى منها.

ونظرا لغياب البعد السياسي عن المعركة الانتخابية للبلديات، ما فتح الباب لطغيان البعد العشائري والمناطقي فيها، فقد شهدت مراكز الاقتراع والعديد من البلديات أعمال عنف وفوضى وتجاوزات أثرت سلبا على العملية الانتخابية.

بصورة عامة، انتهى عرس الانتخابات البلدية بما له وعليه، وبصورة مقبولة حكوميا.

لكن انتهاء معركة الانتخابات قد يكون اليوم الأسهل على الجميع؛ إذ تبدأ اليوم معركة المجالس المنتخبة مع جبل متراكم من الأزمات والمشاكل التي تُتخم ملف البلديات.

الغد

أضف تعليقك